
أردني – أكد وزير الشؤون السياسية والبرلمانية عبد المنعم العودات أن الدولة الأردنية تراهن على وعي شبابها، وقدرتهم على أن يكونوا صناعا للمستقبل، وسفراء لقيم الحوار والاعتدال والمسؤولية في جامعاتهم ومجتمعاتهم.
وقال العودات خلال لقائه اليوم الأربعاء، عددا من طلبة جامعة الشرق الأوسط، ضمن سلسلة (فعاليات حوارات الشرق الأوسط) التي أطلقتها الجامعة بعنوان “الأحزاب السياسية والشباب – شراكة من أجل التغيير”، إن الجامعات يجب أن تبقى منارات للعلم والفكر والنقاش البناء، وأن الاختلاف في الرأي يجب أن يكون مدخلا للحوار المسؤول الذي يعكس وعي الشباب وانتماءهم الوطني.
وأضاف الوزير العودات بحضور رئيس مجلس أمناء الجامعة الدكتور يعقوب ناصر الدين ورئيسة الجامعة الدكتورة سلام المحادين، وعضو مجلس النواب الدكتورة تمارا ناصر الدين، وأعضاء الهيئتين التدريسية والإدارية في الجامعة، إن الجامعات محطات مهمة تسهم في صقل هوية الطلبة من خلال رفدهم بالمهارات والمعارف اللازمة، إلى جانب دورها في عقد العديد من الأنشطة التفاعلية والجلسات الحوارية التي تمكنهم من المشاركة بها، وبما ينعكس إيجابا على بناء شخصيتهم وتأهيلهم ليكون لهم دور فاعل ومؤثر في الحياة العامة.
وأكد أن الاستثمار في وعي الشباب، وإيمانهم بالمسار الديمقراطي، هو الضمانة لاستدامة الإصلاح السياسي، وترسيخ قيم المواطنة التي تشكل أساسا متينا لبناء الدولة الحديثة القادرة على مواجهة التحديات بثقة وثبات.
ولفت العودات إلى أن مشروع التحديث الشامل الذي يقوده جلالة الملك عبدالله الثاني، يشكل إطارا وطنيا متكاملا لتعزيز المشاركة السياسية وتمكين الشباب، وبما يمنحهم المساحة الأوسع للتعبير والعمل البرامجي المنظم، ويكرس مفهوم الهوية الوطنية الأردنية التي تجمع الأردنيين على مبادئ الانتماء والولاء، وسيادة القانون الذي يعد العمود الأساسي الذي تقوم عليه الدولة.
وأوضح أهمية وسائل الإعلام الحديثة في تعزيز المشاركة السياسية والحزبية في ظل ثورة الإعلام الرقمي، إذ أصبح الشباب أكثر قدرة على التعبير عن آرائهم وتطلعاتهم حول مختلف القضايا، مشددا على ضرورة تسلح الشباب بالوعي التام في ظل التحديات المحيطة ومحاولات التشكيك التي تطال بلدنا، حفاظا على نسيجنا الاجتماعي وهويتنا الوطنية.
من جهته، قال ناصر الدين، إن مخرجات اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية، التي حظيت برعاية ومتابعة ملكية سامية، شكلت تحولا جوهريا في الحياة السياسية الأردنية، مشيرا إلى أن نحو 89 بالمئة من أعضاء مجلس النواب هم حزبيون، في دلالة واضحة على نجاح التجربة الحزبية الناشئة.
ولفت إلى أن مسارات التحديث الثلاثة؛ السياسي، والاقتصادي، والإداري، تسير بتناغم استراتيجي نحو بناء أردن حديث متجدد، وقادر على استيعاب متطلبات التنمية والتحول، كما أرادها جلالة الملك عبدالله الثاني.
وأضاف، إن مشروع التحديث السياسي يشكل رؤية ملكية استراتيجية متكاملة للمئوية الثانية للدولة الأردنية، باعتباره أحد مسارات التحديث الجوهرية، الأمر الذي يتطلب حماية هذه التجربة الوطنية الرائدة من عوامل الإحباط أو محاولات التشكيك فيها.
واختتمت الجلسة التي أدارها الدكتور هاني البدري بحوار موسع، تناولت قضايا الشباب والمشاركة السياسية ومفهوم الحزب البرامجي وأفق الإصلاح الديمقراطي، حيث عبر الطلبة عن رؤى نقدية متقدمة وطروحات فكرية، تدل على النضج الوطني والوعي السياسي المسؤول.