43 إشاعة من خارج الأردن في 120 يومًا.. التلفيق مستمر والإعلام يواجهها بالحقيقة

أردني – لم تكن افتراءات وشائعات الموقع الخارجي بحق الأردن هي الأولى ولن تكون الأخيرة، فخلال أول 120 يومًا من العام الحالي 2025 سجَّل مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) 43 شائعة قادمة من الخارج حاولت عبثًا تشويه الحقيقة والواقع، بيد أنَّ الأردن وقيادته لا يعملون إلى ما يُمليه عليهم واجبهم الوطني والإنساني ولن يستطيع هذا الموقع أو غيره من حَرف البوصلة الأردنية عن فلسطين قيد أنملة.
وكالة الأنباء الأردنية (بترا) عادت لتقارير رصد الإشاعات، وسألت أكاديميين وباحثين في الإعلام وأجمعوا على أنَّ الأردن يمتلك الحقيقة والواقع ومثل هذه المواقع اعتادت أن تنفث كيرها على الأردن لكنه يمضي بفضل قيادة ثابتة على المبادئ التي يقف عليها الأردن وهو يدخل مئويته الثَّانية بكل منعة وقوة.
ووجدت (بترا) أنَّ بداية العام 2025 وتحديدًا الشهر الأول كانون الثاني سجل مرصد “أكيد” 82 إشاعة كان من بينها 8 شائعات خارجية المصدر، و11 شائعة روجتها وسائل إعلام، وفي شهر شباط كان عدد الإشاعات 94 شائعة من بينها 8 شائعات خارجية المصدر و12 شائعة روجتها وسائل إعلام، بينما في شهر آذار سجل 94 شائعة كان من بينها 13 إشاعة خارجية و6 روجتها وسائل إعلام، وفي شهر نيسان الماضي كان عدد الإشاعات بحق الأردن 90 إشاعة من بينها 14 إشاعة خارجية المصدر عابرة للحدود، و7 روجتها وسائل إعلام، ليصل مجموع الإشاعات التي تلقاها الأردن خلال 120 يومًا 360 إشاعة وبمعدل 3 إشاعات يوميًا.
وبين خبراء الإعلام لـ (بترا) أن الشائعات لها تأثير كبير فيما يتعلق بالدولة الأردنية خاصة تلك التي تطلق في الأزمات، وترتبط بمواقف الأردن من القضية الفلسطينية وما يجري في غزة، وهذا يتطلب أن يكون هناك حرص وانتباه دائم من التأثيرات الكبيرة على المواطنين من جراء هذه الشائعات التي تقوم على تزييف الحقائق لتحقيق أهداف معينة منها سيما الأهداف السياسية التي لها علاقة في إثارة النعرات بين المواطنين لإشغالهم عن قضايا أساسية تهم الوطن والأمة.
وأشاروا إلى أن واجبنا اليوم يتطلب تحري الدقة وعدم الانجرار خلف الأخبار الملفقة أو المنشورات التي تصدر من شخصيات مجهولة أو جهات خارجية هدفها بث الفتنة والتشكيك في المواقف الأردنية الثابتة والمشرّفة، والتصدي لكل ما من شأنه أن يسيء إلى سمعة الأردن ودوره القومي والإنساني في دعم القضية الفلسطينية، الأمر الذي يحتاج إلى تعزيز الخطاب الإعلامي المسؤول، والوقوف صفًا واحدًا في وجه حملات التضليل والتشويه التي تستهدف مواقفنا الثابتة ومبادئنا الراسخة.
وقال رئيس لجنة التوجيه الوطني والإعلام النيابية النائب فراس القبلان:” إن ما يتعرض له الأردن من حملة إعلامية ممنهجة تستهدف التشكيك بمواقفه الثابتة تجاه القضية الفلسطينية، لا سيما في ما يتعلق بتقديم الدعم المستمر لأهلنا في قطاع غزة، مؤكدًا وقوف لجنة التوجيه الوطني والإعلام النيابية خلف الموقف الأردني المشرف، بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني، الذي لم يتخلّ يوما عن واجبه القومي والإنساني، رغم التحديات وشح الإمكانيات وقلة الموارد”.
وأكد القبلان، أن المواقف الأردنية تجاه فلسطين ليست طارئة ولا موسمية، بل هي عقيدة راسخة تتجذر في وجدان الدولة الأردنية منذ تأسيسها، رغم الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها وطننا، مبينًا أن الأردن لم يتوان عن أداء واجبه، فكان في مقدمة من هبّوا لإغاثة غزة، من خلال المستشفيات الميدانية، والقوافل الإغاثية، والجسر الجوي الذي لم يتوقف يوما عن حمل العون والدعم للأشقاء، في رسالة أخوة لا تخضع لحسابات السياسة ولا المصالح الضيقة.
وقال إن هذه الحملة الإعلامية التي تهدف إلى النيل من صورة الأردن، تقابل بإرادة قوية، وإعلام وطني مسؤول عليه اليوم أن يتصدى لتلك الشائعات المغرضة، ويبين الحقائق للرأي العام المحلي والعربي والدولي، ويظهر الدور الأردني الإنساني النقي، الذي تقوده القيادة الهاشمية بحكمة وشجاعة وعزيمة لا تلين.
وأكد أهمية بناء إستراتيجية إعلامية وطنية شاملة، تعزز الوعي المجتمعي بخطورة الشائعات، وتحصّن الرأي العام من التضليل، وتُظهر صورة الأردن الحقيقية كما هي: دولة ذات موقف، تنصر الحق، وتتمسك بالمبادئ، مهما كانت التكاليف.
وشدد على ضرورة تعزيز التربية الإعلامية لدى طلبتنا في المدارس، لتنشئة جيل يمتلك أدوات التمييز بين المعلومة الصحيحة والمضللة، ويشارك بوعي ومسؤولية في حماية أمننا الوطني والاجتماعي من الاختراق الفكري والإعلامي.
وأكد أنَّ الأردن، بقيادته الهاشمية وبشعبه الواعي، سيبقى سندا لفلسطين، مدافعا عن القدس، حاملاً لرسالة العروبة والكرامة، رغم كل ما يواجهه من ضغوط وتحديات، ولن تثنينا حملات التضليل والتشويه عن أداء واجبنا، فالحق لا يضعف أمام الضجيج، والمواقف الصادقة لا تهزها العواصف.
وقال عميد كلية الإعلام في جامعة اليرموك الدكتور أمجد القاضي، يجب أن نشخِّص هذه المسألة بشكل دقيق جدا، خصوصا أن الأردن تعرض على مدار السنوات الماضية، خصوصا آخر سبع سنوات لحملة مكثفة من مصادر مختلفة خارجية وأحيانا من بعض الجهات الداخلية التي تساعد على نقلها، مشيرًا أن الشائعات هي مادة إعلامية غير دقيقة تحاول جهة معينة أن توصلها إلى الجماهير حتى تخلق نوعاً من الفوضى والبلبلة.
وأضاف أن الشائعات لها تأثير كبير فيما يتعلق بالدولة الأردنية خاصة تلك التي تطلق في الأزمات، وترتبط بمواقف الأردن من القضية الفلسطينية وما يجري في غزة، وهذا يتطلب أن يكون عندنا حرص وانتباه دائم من التأثيرات الكبيرة على المواطنين من جراء هذه الشائعات من بعض الجهات التي ترغب في سماع هذه الشائعات رغم أنها تعرف أنها غير صحيحة، لكن تحاول أن تستغلها لمواقف معينة سواء فيما يتعلق في بعض الأحيان بالحكومة أو أحزاب أو جهات معينة سيما إذا ما عرفنا بوجود محرضين من الداخل والخارج تهدف إلى إثارة الذعر والرعب والشك في نفوس الأردنيين، وأن تزعزع ثقة الشعب بالدولة.
وأكد أن هذه الشائعات تقوم على تزييف الحقائق لتحقيق أهداف معينة منها سيما الأهداف السياسية التي لها علاقة في إثارة النعرات بين المواطنين لإشغالهم عن قضايا أساسية تهم الوطن والأمة، ونجد أن الشائعات موجهة إلى المواطنين بشكل عام سواء ما يتعلق بالقوات المسلحة والأجهزة لتحطيم الروح المعنوية للمواطنين لفقد إيمانه بالمستقبل واللجوء إلى إثارة بعض الفتن أو المشكلات حتى يبين أنه موجود.
وبين أن الشائعات تهدف إلى زعزعة أمن الأردن واستقراره والتشكيك بمواقفه وتحطيم الصلة بمصادره الإعلامية وهي قضية أساسية عملوا عليها بشكل كبير، مؤكدًا أنه آن الأوان لأن يكون عندنا مواقف إيجابية من قبل الدولة الأردنية والحكومة في هذا المجال، مبينًا أن هذه المواقف لها علاقة في النظر إلى حالة الإعلام الأردني، مؤكدًا أنه يلعب دورا أساسيا في هذه المسألة.
وأكد أهمية إعادة الثقة بالإعلام الوطني، وهو يتطلب جهودا مشتركة من الجميع من المؤسسات الحكومية والأكاديمية والإعلامية ووسائل الاتصال بشكل عام خصوصا فيما يتعلق بتأهيل الناطقين الإعلاميين وتدفق البيانات والمعلومات.
وأشار إلى أهمية تزويد وسائل الإعلام بهذه المعلومات حتى لا نكون فريسة بما ينشر في السوشال ميديا من جهات مغرضة، مبينًا أهمية النظر إلى حالة الإعلام الخاص في الأردن؛ لأنه ما زال مؤثرا رغم التطور في مجال الاتصالات، مؤكدًا أن المطلوب أن لا نغفل هذه الوسائل؛ لأنها تشكل حالة يمكن البناء عليها وتحويلها من قبل الفضائيات إلى أدوات للانتشار الواسع وهي حالة تحتاج إلى عمل كبير.
وأكد أهمية زيادة الوعي عند الجمهور للحد من انتشار الشائعات، ومساعدة الجمهور على الاطلاع على الحقيقة بغض النظر عن نوع الخطاب، وزيادة الكفاءة القائمين على متابعة الشائعات ورصدها وتصنيفها وتقديمها بشكل علمي، وأهمية مواكبة عصر المعلومات واستخدام كافة الوسائل التكنولوجية الحديثة خاصة ما يتعلق بالذكاء الاصطناعي، وزيادة قدرات المؤسسات الوطنية الإعلامية على مواكبة عصر المعلومات ضمن خطط واضحة وواعية هادفة تزيد القدرة على مواجهة الشائعات والرد عليها.
وأوضح أن هذه الثورة ألقت بأعباء كبيرة وجديدة على المتلقي، مبينًا أهمية تدريب الطلبة في الجامعات حتى نستطيع مواجهة هذه الشائعات وسرعة الرد عليها وعلى المشككين بمواقف الأردن خاصة ما يتعلق في المواقف الأردنية الراسخة فيما يقدمه لغزة وهو واجب وطنية قومي وديني.
وقال إن الشائعات الخارجية تحتاج إلى مواقف قوية ذات قدرة كبيرة على كشف هوية وأهداف الجهات القائمة عليها، مؤكدًا عدم المجاملة أو الاستحياء حتى لو كانت من بعض الجهات القريبة من الأردن، مبينًا أن كشف أهدافها يقلل من الشائعات، مؤكدًا أهمية وجود معاهد ووسائل معينة تضم كافة المتخصصين في الموضوعات السياسية الدينية التي تعد مصدرا خصبا للشائعات سواء أكانت خارجية أو داخلية بحيث يتم التعامل معها بهدوء بعيدا عن الانفعال والتوتر، وتوحيد الجبهة الداخلية.
عميد كلية الإعلام في جامعة الزرقاء الدكتور أمجد صفوري، قال إن ما تم تداوله من إشاعات يهدف إلى النيل من الدور الإنساني المشرف الذي تقوم به المملكة بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني وولي عهده الأمين، في نصرة القضية الفلسطينية وتقديم الدعم الحقيقي والفاعل لأشقائنا في غزة.
وأوضح أن الأردن أثبت قيادة وحكومةً وشعباً، وعلى مدار العقود، أن مواقفه تجاه فلسطين لا تُقايض ولا تُساوَم، وأن ما يُقدم لأهلنا في غزة هو واجب قومي وأخلاقي وإنساني.
وشدد أن واجبنا اليوم يتطلب تحري الدقة وعدم الانجرار خلف الأخبار الملفقة أو المنشورات التي تصدر من شخصيات مجهولة أو جهات خارجية هدفها بث الفتنة والتشكيك في المواقف الأردنية الثابتة والمشرّفة.
وقال: “إن التصدي لكل ما من شأنه أن يسيء إلى سمعة الأردن ودوره القومي والإنساني في دعم القضية الفلسطينية، يحتاج إلى تعزيز الخطاب الإعلامي المسؤول، والوقوف صفًا واحدًا في وجه حملات التضليل والتشويه التي تستهدف مواقفنا الثابتة ومبادئنا الراسخة”.
رئيس قسم الإعلام الرقمي في جامعة العلوم التطبيقية الدكتور أشرف المناصير، قال لبترا إنَّ وسائل الإعلام تلعب دورا كبيرا في التصدي للشائعات والعمل على دحضها عن طريق تقديم الحقائق ونشرها والمكاشفة ونشر معلومات دقيقة يقتنع بها المواطنون كي يقوم المواطن نفسه بالرد على تلك الشائعات.
وأكد أهمية تعليم المواطنين سواء كأفراد أو مؤسسات كيفية التحقق من المعلومات قبل نشرها ونشر مفاهيم التربية الإعلامية، سواء كان ذلك في المدارس أو الجامعات. إن تأخير الرد على تلك الشائعات من شأنه أن يضلل الرأي العام خصوصا أن من يقوم على نشر الشائعات هم أشخاص مدربون.
ولفت إلى أنَّ تعزيز التدريب المكثف للناطقين الإعلاميين في جميع الدوائر والوزارات والهيئات أمر غاية في الأهمية، خصوصا ما يتعرض له الأردن من هجمات بدأت أمنية ثم اجتماعية وأحيانا كأعمال تخريبية.
وبين أنه لا تقل الشائعات عن الحرب العسكرية؛ لما لها من دور في التأثير على الرأي العام، موضحا في هذا الصدد دور بعض الجامعات في تدريب طلبتها على ضرورة التحقق من المعلومات قبل نشرها يعد أمرا بالغ الأهمية، إذ يجب تعميم تدريس التربية الإعلامية شريطة أن من يقوم بتدريسها على علم ودراية بجميع التطبيقات الخاصة بآليات التحقق من المعلومات.