هي تجربة فريدة واستثنائية، كان شعوراً غريباً، لا اعلم هل هي سعادة مطلقة ام حزن مركب، صدقا لا أعلم هي سعادة بداخلها بحزن على ما يجري في قطاع غزة، سعادة اساسها اني سأستنشق هواء غزة اليوم، هذا الهواء الذي امتلأ بدم ابنائها ورجالها، بطهر دم بناتها ونسائها، وببراءة دم أطفالها، تجربة كانت برفقة نسور سلاح الجو الملكي وأسود قواتنا المسلحة للمشاركة في انزال مساعدات إغاثية وإنسانية استهدفت عدداً من المواقع جنوب قطاع غزة.
لا أخفي سراً حين اقول ان قلبي يمتلئ خوفاً من الاماكن المرتفعة، وتزداد نبضات قلبي رعباً حين انظر من اعلى الى اسفل، ولكني اليوم لم أشعر بهذا الخوف مطلقاً، ونسيت وقتها اني أعاني من فوبيا المرتفعات، كان شعور الأمن برفقة النشامى هو المسيطر، وشعور رؤية غزة هو المطمع، فتلاشى بعدهما أية مشاعر اخرى.
منذ اللحظة الأولى لانطلاق الرحلة، شعرت بمزيج من الحماس والتوتر، فهذه كانت المرة الأولى لي في مهمة كهذه، برفقة فريق من الجنود الذين أظهروا كفاءة عالية وانضباطًا مميزًا، توجهنا نحو غزة، محملين بالأمل والتصميم على تقديم المساعدة لمن هم في أمس الحاجة إليها، عند وصولنا إلى النقطة المحددة، بدأ التحضير لعملية الإنزال. كانت الأجواء مليئة بالتحديات، لكن روح التعاون والعمل الجماعي بين أفراد الفريق جعلت الأمور تسير بسلاسة، كنت أشعر بفخر كبير وأنا أرى كيف يعمل الجميع بتناغم من أجل إنجاح المهمة.
لم يكن الأمر مجرد إنزال مساعدات ومواد غذائية، بل كان رسالة أمل وسلام من القوات المسلحة إلى أهل غزة، بانكم دوما في البال، وانكم اشقاء الروح والمصير، كانت التجربة برمتها درسا في الإنسانية والتضامن، وأكدت لي مدى أهمية التعاون والعمل الجماعي في مواجهة التحديات.
كما أنا فخور بوطني وبقيادته الهاشمية وبواسل جيشه وامنه وشعبه الطيب