تحول مفاجئ.. توهج نجوم الدوري السعودي يكسر كبرياء أوروبا
أردني – قبل صيف 2023، كان التصور السائد هو أن رحيل أي لاعب عن الدوريات الأوروبية، والانتقال صوب الدوري السعودي، بمثابة خطوة نهائية في مسيرته الاحترافية، وفرصة مالية لا تعوض.
لكن موسم واحد من منافسات الدوري السعودي، وانعكاس أداء لاعبيه الأجانب مع منتخبات بلادهم، كان كافيا لفتح مسارات جديدة للانتقال صوب الأندية الأوروبية.
القاعدة والاستثناء
والسر في ذلك هو المنظور الأوروبي للدوريات الخليجية بأنها أقل تنافسية، ومن ثم لا يمكن أن يستمر اللاعب بنفس مستواه.
ولكن لكل قاعدة استثناء، فالدوري السعودي نجح أن يغري أندية قارة أوروبا، لإعادة النظر في الموقف الذي تتخذه تجاه لاعبيها السابقين.
كانتي ولابورت
مثلت بطولة “يورو 2024” فرصة مثالية لأن يقدم لاعبو الدوري السعودي أنفسهم بشكل أفضل خلال محفل قاري كبير.
وأبرز من نجح في استغلال تلك الفرصة، الفرنسي نجولو كانتي لاعب وسط اتحاد جدة، والإسباني إيمريك لابورت مدافع النصر.
وقدم كانتي مستويات مبهرة مع فرنسا، وكان محل ثقة مدربه ديشامب، الذي فضله على لاعبين آخرين مثل كامافينجا نجم ريال مدريد.
ولفت نجولو كانتي، الأنظار إليه بفضل مستواه البدني المذهل، والذي عادة ما يكون محل انتقاد أوروبي للاعب القادم من دوريات الخليج.
وفي ضوء هذا التألق، كان كانتي محل اهتمام أندية أوروبية مثل وست هام، وهو حدث استثنائي أن يسعى فريق في البريميرليج لضم لاعب بعمر 33 عاما، وينشط في الدوري السعودي.
الأمر نفسه ينطبق على لابورت، فقد نجح مدافع النصر أن فرض نفسه على تشكيل إسبانيا، واستعان به المدرب دي لا فوينتي، لمزاملة لو نورماند، وظل ناتشو قائد ريال مدريد السابق، على مقاعد بدلاء الماتادور.
وحافظ لابورت، على الأداء القوي الذي ظهر به لوقت طويل، وكأنه لا يزال لاعبا في مانشستر سيتي بنفس الإصرار والحماس، وبات مطلوبا في عدة أندية بالقارة العجوز.
وارتبط اسم لابورت، البالغ من العمر 30 عاما، بالعودة إلى الليجا من بوابة أتلتيك بيلباو أو ريال مدريد الطامح لضم مدافع مخضرم في الميركاتو الصيفي الحالي.
وبعيدا عن هذا الثنائي، فقد أثبت لاعبون آخرون، قدرتهم على العودة للعب في أوروبا من جديد، وخطفوا أنظار المتابعين، مثل البلجيكي يانيك كاراسكو، والذي كان أبرز عناصر منتخب بلاده، في ظل إخفاق لوكاكو ودي بروين في تقديم الإضافة المنتظرة.
وكذلك نيكولاي ستانشيو، رغم أنه يلعب في ضمك، إلا أنه كان أول سفراء دوري روشن السعودي، الذين وضعوا بصمتهم التهديفية، وتألق مع منتخب رومانيا.
وهناك نماذج أخرى سجلت عودة سريعة إلى قارة أوروبا مثل جوردان هندرسون، الذي غادر الاتفاق السعودي صوب أياكس الهولندي.
ورغم العودة لأوروبا، لكن هندرسون لم يضمن لنفسه مكانا في قائمة إنجلترا باليورو، عكس لاعبين آخرين استمروا مع أنديتهم السعودية، وتواجدوا في قوائم منتخباتهم.
ماذا عن رونالدو؟
يعد كريستيانو رونالدو من بين الأسماء التي تألقت في الموسم الماضي للدوري السعودي، وسجل رقما تهديفيا قياسيا، كما شارك أساسيا في كل مباريات البرتغال باليورو.
لكن بالرغم من ذلك، فإن عودة رونالدو إلى أوروبا، لم تكن مطروحة بنفس قوة الأسماء السابقة، سواء بسبب رغبة اللاعب نفسه في الاستمرار مع النصر، أو بسبب عدم قدرة الأندية على توفير مقابل مادي ضخم لإغراء الدون.
وجاء ارتباط اسم رونالدو في مايو/آيار الماضي، بالانتقال إلى باير ليفركوزن، ليكون بوابة عودته إلى أوروبا، لكن الأمر لم يتجاوز حد الشائعات.
وبشكل عام، فإن نجاح الدوري السعودي في تقديم لاعبيه الأجانب بشكل مميز، وحفاظ الكثير منهم على تقديم مستويات مميزة، ساهم بشكل واضح في تغيير الصورة الذهنية لدى أندية أوروبا، بأن عودة أي لاعب للقارة العجوز لا تعد خيارا مطروحا.