"\n"
رياضة

الموسم الصفري يلوح في أفق مدريد.. وبرشلونة المستفيد الأكبر

أردني – يواجه ريال مدريد فترة عصيبة قد تنتهي بموسم خالٍ من الألقاب، مما يمنح غريمه التقليدي، برشلونة، فرصة للسيطرة على الساحة الكروية الإسبانية والأوروبية.​

دخل ريال مدريد مرحلة حرجة في الموسم الحالي بعد سقوطه أمام فالنسيا بنتيجة (2-1) على ملعب “سانتياجو برنابيو”، أمس الاول السبت، ضمن الجولة الـ30 من الدوري الإسباني.

الهزيمة شكلت صدمة كبيرة لعشاق ريال مدريد، خاصة مع استمرار الأخطاء الدفاعية وغياب الفاعلية الهجومية رغم الاستحواذ الذي بلغ 65%.

وسدد الريال 21 تسديدة، منها 9 على المرمى، لكن الحارس الجورجي جيورجي مامارداشفيلي، كان أحد نجوم اللقاء بتصديه لأكثر من كرة خطيرة أبرزها ركلة الجزاء التي أهدرها فينيسيوس جونيور، وهي الركلة الثانية التي يهدرها اللاعب البرازيلي خلال أقل من شهر.

وتجمد رصيد ريال مدريد عند 63 نقطة بعد هذه الهزيمة، مما منح برشلونة فرصة لتوسيع الفارق إلى 6 نقاط، لكن “البلوجرانا” فشل في استغلال الفرصة وتعادل بالأمس بنتيجة (1-1) أمام ريال بيتيس على ملعب “لويس كومبانيس”، ضمن الجولة ذاتها.

تعادل برشلونة جعل الفارق يتقلص إلى 4 نقاط فقط بين الفريقين، مع تبقي 8 جولات على نهاية الموسم، ليعود الأمل من جديد نسبيًا لجماهير ريال مدريد، رغم أن المهمة ما زالت صعبة، خاصة مع ضرورة تحقيق الفوز في كل المباريات المتبقية وانتظار تعثر جديد للمتصدر.

مفترق طرق

يقترب ريال مدريد من أحد أهم المحطات في موسمه الحالي، عندما يخوض نهائي كأس ملك إسبانيا أمام غريمه الأزلي برشلونة، في لقاء منتظر يُقام يوم السبت الموافق 26 أبريل/نيسان الجاري، على ملعب “لا كارتوخا” بمدينة إشبيلية.

هذا النهائي لا يحمل فقط طابعًا تنافسيًا تقليديًا، بل يُمثل مفترق طرق حقيقي للفريق الملكي؛ إذ قد يُنقذ موسمه من الضياع في حال الفوز، أو يُضاعف من أزمته حال السقوط مجددًا أمام الغريم الكتالوني.

الضغوط تحاصر ريال مدريد قبل الكلاسيكو، خاصة أن هذه المباراة تأتي بعد أشهر قليلة من خسارته الثقيلة أمام برشلونة بنتيجة (5-2) في نهائي كأس السوبر الإسباني، الذي أُقيم في يناير/كانون الثاني الماضي بالرياض.

يومها قدّم الفريق الكتالوني أداءً رائعًا تفوّق فيه على جميع المستويات، سواء من حيث التنظيم الدفاعي أو الفاعلية الهجومية.

بخلاف مباراة السوبر، فقد انتصر برشلونة على ريال مدريد أيضًا في لقاء الدور الأول من الليجا بنتيجة (4-0).

الريال يعلم جيدًا أن أي إخفاق جديد أمام برشلونة لن يكون مجرد خسارة لقب، بل سيكون بمثابة ترسيخ لأفضلية معنوية ونفسية للغريم هذا الموسم، وهو ما قد يُلقي بظلاله حتى على مشوار الفريق في دوري أبطال أوروبا.

من ناحية أخرى، يدخل برشلونة اللقاء وهو يعيش حالة من الانتعاش الفني والمعنوي تحت قيادة مدربه هانز فليك الذي يُقدم أداءً استثنائيًا محليًا وقاريًا.

كل هذه المعطيات تجعل من نهائي “لا كارتوخا” أكثر من مجرد مباراة على لقب، بل معركة مفتوحة على كل الاحتمالات، وقد تكون نقطة التحول الحاسمة في موسم ريال مدريد، سواء إيجابًا أو سلبًا.

الفوز سيُعيد الفريق الملكي إلى المسار الصحيح، ويمنحه دفعة معنوية ضخمة لبقية مشواره في دوري الأبطال والليجا، بينما الهزيمة ستُدخل النادي في دوامة من الشك، وتفتح الباب على مصراعيه للحديث عن مرحلة إعادة البناء.

الموسم الصفري

مع اقتراب المراحل الحاسمة من الموسم، يجد ريال مدريد نفسه أمام احتمال حقيقي للخروج من الموسم بلا أي لقب يُذكر، وهو ما سيكون بمثابة “الصفعة الكبرى” لجماهيره التي بدأت العام بأحلام التتويج بالثلاثية.

وبالنظر إلى المسارات المتبقية، يبدو أن الطريق أصبح أكثر صعوبة، خاصة مع تصاعد مستوى المنافسين، محليًا وقاريًا.

في دوري أبطال أوروبا، البطولة المفضلة للنادي الملكي والتي طالما أنقذت مواسمه في السنوات الأخيرة، لن يكون الطريق مفروشًا بالورود هذه المرة.

ريال مدريد سيصطدم في الدور ربع النهائي بآرسنال، الذي يُقدم موسمًا جيدًا تحت قيادة ميكيل أرتيتا، ويُعد من أقوى الفرق أوروبيًا من حيث الانضباط الدفاعي والتحولات السريعة.

حتى في حال عبور آرسنال، فإن أداء ريال مدريد خاصة على المستوى الدفاعي، لا يطمئن جماهيره بالذهاب بعيدًا في البطولة الأوروبية.

في الجهة الأخرى من الطريق الأوروبي، يظهر برشلونة الذي يعيش أفضل أيامه كمنافس مباشر على اللقب، إذ يواجه الفريق الكتالوني نظيره بوروسيا دورتموند.

وتحلم جماهير برشلونة في ظل الأداء الرائع بحصد الثلاثية التاريخية (الليجا وكأس الملك ودوري أبطال أوروبا)، وهو إنجاز لم يتحقق للفريق الكتالوني منذ 2015.

في المقابل، قد يجد ريال مدريد نفسه خارج كل البطولات، بعدما تقلّصت حظوظه في الليجا، وتحوّل كأس الملك إلى “مباراة مصيرية”، فيما تبقى دوري الأبطال آخر أمل في موسم يبدو أنه يسير بخطى ثابتة نحو أن يكون “صفريًا” بكل ما تحمله الكلمة من معنى.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى