ليلة مشحونة.. فليك في اختبار صعب أمام دوافع إنتر الاستثنائية

أردني – تتواصل الإثارة في دوري أبطال أوروبا، حيث يشهد اليوم الثلاثاء واحدة من أهم مواجهات الموسم عندما يحل برشلونة ضيفًا على إنتر، في إياب نصف نهائي البطولة القارية.
وكان لقاء الذهاب في برشلونة قد انتهى بالتعادل الإيجابي (3-3).
ويسعى برشلونة خلال اللقاء الذي يُقام على ملعب “جوزيبي مياتزا” في مدينة ميلانو لمواصلة نجاحاته وبلوغ النهائي في موسمه الاستثنائي، بينما يأمل إنتر في استثمار أفضلية اللعب على أرضه وحسم التأهل للنهائي الأول له منذ عام 2010.
الكرات الثابتة
واحدة من أبرز الأزمات التكتيكية التي عانى منها برشلونة في الآونة الأخيرة تتعلق بضعف منظومته الدفاعية في التعامل مع الكرات الثابتة.
هذا الخلل كان واضحًا في لقاء الذهاب أمام إنتر، حيث استغل الفريق الإيطالي تفوقه البدني وتفاصيله التكتيكية الدقيقة ليسجل هدفين عبر كرات عرضية نُفذت بدقة متناهية.
هذا السيناريو لم يكن وليد لحظته، إذ ظهر ذات الضعف قبل أسبوعين فقط خلال مباراة الكلاسيكو أمام ريال مدريد، عندما تلقى برشلونة هدفًا من تسديدة تشواميني إثر كرة ثانية من ركلة ركنية لم يُحسن الدفاع الكتالوني إبعادها.
المشكلة لا تقتصر على سوء التمركز داخل منطقة الجزاء فحسب، بل تتعلق أيضًا بنقص التنظيم بين المدافعين والحارس في مراقبة مفاتيح اللعب المنافسين، لا سيما عند التعامل مع لاعبين فارعي الطول وقادرين على استغلال الكرات الهوائية مثل مارتينيز وتورام.
علاوة على ذلك، يظهر إنتر ميلان كأحد أفضل الفرق الأوروبية هذا الموسم في استثمار الكرات الثابتة، بفضل قدرة لاعبيه على تنفيذ خطط معقدة من الكرات العرضية، سواء المباشرة أو عبر كرات ثانية، وهو ما يمثل مصدر قلق بالغ للجهاز الفني لبرشلونة بقيادة هانز فليك.
مأزق الأطراف
إذا كانت الكرات الثابتة مصدر قلق، فإن الغيابات المؤثرة في خط الدفاع تمثل مأزقًا أكثر عمقًا لبرشلونة قبل موقعة الليلة.
ويدخل الفريق الكتالوني المباراة منقوصًا من ظهيري الجنب الأساسيين؛ جول كوندي وأليخاندرو بالدي، اللذين يُعتبران من العناصر الرئيسية في منظومة فليك سواء دفاعيًا أو هجوميًا.
بدائل فليك تبدو محدودة؛ من المرجّح أن يشغل إريك جارسيا أو رونالد أراوخو مركز الظهير الأيمن، فيما سيكون إينيجو مارتينيز مرشحًا بقوة لشغل مركز الظهير الأيسر.
هذه الخيارات، رغم اجتهاد أصحابها، تفتقر إلى السرعة، المرونة والقدرة على التوازن بين الأدوار الدفاعية والهجومية، مقارنة بالثنائي الأساسي.
وتكمن خطورة هذا الغياب تحديدًا في أن إنتر ميلان يعتمد بشكل كبير على ظهيري الجنب كأحد مفاتيح اللعب الأكثر فاعلية في خططه.
دينزل دومفريس في الجانب الأيمن، وفيدريكو ديماركو في الجانب الأيسر، يمتازان بقدرات بدنية قوية، سرعة عالية ودقة في إرسال العرضيات أو التمريرات الحاسمة.
الثنائي سجّل وصنع عدة أهداف هذا الموسم، خاصة في دوري الأبطال، مما يعني أن الأطراف ستتحول إلى ساحة معركة حقيقية اليوم، وبرشلونة يدخلها بدون أسلحته المعتادة.
دوافع الاستثنائية
تبدو دوافع إنتر أكبر مما يظهر على الورق، فالفريق الذي بدأ الموسم بطموحات محلية وأوروبية كبيرة، خرج من بطولة كأس إيطاليا أمام غريمه ميلان، كما يحتل الوصافة في الدوري الإيطالي بفارق 3 نقاط عن المتصدر نابولي، وتبقى بطولة دوري أبطال أوروبا هي الرهان الأخير لإنقاذ الموسم وإهداء جماهير “النيراتزوري” إنجازًا قاريًا طال انتظاره.
ما يُضاعف من خطورة إنتر هو أن لاعبيه يدركون أن الفرصة الحالية قد لا تتكرر قريبًا؛ الفريق امتلك مسارًا قويًا في النسخة الحالية، حيث تفوق على فريق قوي بحجم بايرن ميونخ وأقصاه من البطولة، وقدم مباراة مميزة أمام فينورد، وأظهر تماسكًا واضحًا بين خطوطه الثلاثة بفضل خبرات لاعبين مثل باريلا، مخيتاريان، ولاوتارو مارتينيز.
إضافة إلى ذلك، المدرب سيموني إنزاجي يتمتع بسجل مميز في المواجهات الإقصائية، ويجيد التعامل مع مباريات “الكر والفر”، ما يعني أن إنتر سيدخل المواجهة بكل ما يملك من قوة وتركيز.
وفي المجمل، تبدو مواجهة الليلة مشحونة فنيًا ونفسيًا، حيث إن برشلونة يبحث عن “ريمونتادا” أوروبية جديدة تُعيده لأمجاد الماضي، لكنه يصطدم بعقبات دفاعية وتكتيكية واضحة، أبرزها الكرات الثابتة وغياب الأظهِرة.
في المقابل، إنتر يقاتل للحفاظ على مكتسباته واستثمار ملعبه وجماهيره ودوافع لاعبيه لتحقيق حلم العودة إلى النهائي القاري بعد 15 عامًا من الغياب.
مباراة من هذا النوع تُحسم في أدق التفاصيل.. وربما تكون الكرات الهوائية والانطلاقات على الأطراف هي كلمة السر الحاسمة.