"\n"
رياضة

صلاح خارج سباق الكرة الذهبية.. تنافس ثلاثي وأمل ضعيف لمبابي

أردني – عادت من جديد جائزة الكرة الذهبية لتسيطر على عناوين الصحف، بعدما استعادت بريقها الغائب من حيث المنافسة الشرسة منذ الحقبة التاريخية للثنائي كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي.

وكان العام الماضي هو أكبر دليل على ذلك بعد فوز رودري بالجائزة بعد منافسة كبيرة مع البرازيلي فينسيسوس جونيور الذي حل ثانيًا، الأمر الذي أدى إلى مقاطعة ريال مدريد للحفل في باريس.

ويبدو الباب مفتوحًا أمام جميع الاحتمالات في نسخة هذا العام من الجائزة، خاصة أن 2025 لا يشهد أي بطولات دولية كبرى، وبالتالي سيحسم مصير الكرة الذهبية عبر المستوى الذي ي قدمه اللاعبون على مستوى الأندية وفقط.

كيليان مبابي

يبقى مبابي ربما النقطة المضيئة الوحيدة في صفوف ريال مدريد هذا الموسم، حيث يقدم النجم الفرنسي مستويات فردية مميزة لا تتناسب مع ما يحققه ريال مدريد من نتائج سلبية في جميع البطولات.

ونجح مبابي في موسمه الأول مع ريال مدريد في تسجيل 39 هدفًا وصناعة 4 آخرين في 52 مباراة خاضها في جميع المسابقات.

وكان مبابي حاضرًا في معظم المباريات الكبرى لريال مدريد هذا الموسم، إلا أن دفاع الفريق الملكي خذله وأضاع مجهوده.

ومن أبرز العروض الفردية لمبابي هذا الموسم كانت تسجيل الهاتريك في الفوز أمام مانشستر سيتي (3-1) في إياب الملحق المؤهل لثمن نهائي دوري الأبطال.

كما سجل الهاتريك أمس في الخسارة أمام برشلونة (4-3) ليصبح ثالث لاعب يسجل الهاتريك في الكلاسيكو هذا القرن بعد ليونيل ميسي (مرتين) ولويس سواريز (مرة واحدة).

كما أصبح أفضل هداف بين جميع اللاعبين السابقين خلال موسمه الأول مع ريال مدريد، محطمًا رقم إيفان زامورانو بتسجيل 37 هدفًا بعدما رفع الفرنسي رصيده إلى 39 هدفًا هذا الموسم.

وفي مباريات أخرى كان مبابي حاضرًا كما قلب الأمور في نهائي كأس الملك بعد نزوله كبديل وتسجيل هدف أعاد الريال للقاء قبل أن يحسم برشلونة المباراة أيضًا في الوقت الإضافي.

وبالتالي لم يكلل ريال مدريد مجهود مبابي، بعدما خسر لقب الدوري الإسباني إكلينيكًا لصالح برشلونة، وودع دوري الأبطال من ربع النهائي أمام آرسنال، وخسر نهائي كأس الملك أمام برشلونة.

ويبقى التتويج بلقب كأس العالم للأندية القشة التي قد تساعد مبابي على المنافسة بقوة على الفوز بالكرة الذهبية في ظل العروض الفردية المميزة التي يقدمها هذا الموسم.

محمد صلاح

قدم النجم المصري بداية مرعبة للموسم وكان اللاعب الأفضل في العالم بمسافة كبيرة بفضل أرقامه التهديفية الخارقة رفقة ليفربول.

وسجل صلاح 33 هدفًا وصنع 23 آخرين في جميع المسابقات رفقة ليفربول هذا الموسم، ليقود الريدز للقب البريمرليج التاريخي وهو اللقب رقم 20 في الدوري الإنجليزي ليعادل بالتالي مانشستر يونايتد كأكثر الأندية تتويجًا باللقب في تاريخ الكرة الإنجليزية.

ويتصدر صلاح قائمة هدافي البريميرليج وبات قريبًا من الجمع بين ثنائية أفضل هداف وأفضل صانع للأهداف في موسم واحد، كما يواصل الارتقاء في قائمة الهدافين التاريخيين للبريميرليج بعدما رفع رصيده إلى 185 هدفًا في المركز الخامس وبفارق هدفين فقط عن أندي كول صاحب المركز الرابع.

وكانت كل المؤشرات تصب في صالح صلاح للفوز بالكرة الذهبية هذا العام، حتى أتى الخروج الصادم من ثمن نهائي دوري الأبطال أمام باريس سان جيرمان ليضعف من حظوظه كثيرًا في الفوز بالجائزة.

فمنذ الخروج أمام باريس، لم يسجل صلاح سوى هدف واحد وصنع آخر في جميع المسابقات، وتراجع مستواه بشدة ويبدو استسلم في سباق الكرة الذهبية، حتى أن تصريحاته الأخيرة مع مجلة فرانس فوتبول تشير إلى تفكيره في الجائزة الموسم المقبل قائلًا: “ما زلت في عمر 32، والعديد من الفائزين في السنوات الأخيرة كانوا في الثلاثينيات. فمن يدري؟”.

وأضاف: “الموسم المقبل يعد بالكثير من الإثارة، مع دفاعنا عن لقب الدوري مع ليفربول، ودوري الأبطال، وكأس أمم إفريقيا مع مصر، وكأس العالم”.

ومع الاكتفاء بلقب البريميرليج وتراجع المستوى بشكل واضح منذ شهر مارس/آذار الماضي وخسارة نهائي كأس الرابطة أمام نيوكاسل في مباراة باهتة للغاية لصلاح، تقلصت حظوظ المصري كثيرًا في الفوز بالكرة الذهبية هذا العام وأن يصبح ثاني أفريقي يتوج بها منذ جورج وياه عام 1995.

رافينيا

قلل الكثيرون من جودته بعد العروض الباهتة التي قدمها مع المدرب السابق لبرشلونة تشافي بل وتحدث البعض عن إمكانية رحيله عن صفوف العملاق الكتالوني والتعاقد مع نيكو ويليامز بدلًا منه الصيف الماضي.

لكن أثبت رافينيا هذا الموسم مع المدرب الألماني هانز فليك أنه ربما اللاعب الأكثر حسمًا في الثلاثي الأمامي لبرشلونة، فعلى الرغم من تفوق روبرت ليفاندوفسكي عليه تهديفيًا، إلا أن البرازيلي كان حاضرًا بغزارة تهديفية في المواعيد الكبرى دائمًا لبرشلونة.

ويقدم رافينيا الموسم الأفضل في مسيرته الاحترافية، حيث خاض 54 مباراة رفقة برشلونة في جميع المسابقات، سجل خلالها 34 هدفًا وصنع 25 آخرين وارتدى شارة القيادة في العديد من اللقاءات هذا الموسم.

وكان رافينيا واحدًا من كوابيس ريال مدريد هذا الموسم، بتسجيل هدف في الفوز برباعية نظيفة في الدور الأول، وعاد وسجل ثنائية ليقود الريمونتادا للبلوجرانا أمس أمام الريال والفوز (4-3) بعد التأخر (2-0)، وسجل ثنائية وصنع هدفًا في الفوز (5-2) على ريال مدريد في نهائي السوبر الإسباني.

وحضر رافينيا بقوة في المواعيد المهمة في دوري الأبطال، بتسجيل هاتريك أمام بايرن ميونخ في مرحلة الدوري، وسجل هدفًا أمام إنتر في إياب نصف النهائي وصنع هدفين في لقاء الذهاب.

بالفعل كانت بصمة رافينيا حاضرة وبقوة هذا الموسم وكان من شأن التتويج بدوري الأبطال أن يقربه كثيرًا من الكرة الذهبية، ولكن حتى بدون البطولة الأوروبية فعروض الجناح البرازيلي فارضة نفسها وبقوة وتضعه بين الأبرز هذا الموسم.

لامين يامال

يامال بات الكابوس الأكبر على أي ظهير أيسر في العالم في الوقت الراهن، فمهما كانت قوة ذلك الظهير أو الدعم الذي قد يحظى به من قبل لاعبي وسط الملعب، فالإسباني الشاب قادر على إحراجه أمام الجميع، ولنا في فيدريكو ديماركو ظهير إنتر أكبر مثال.

نثر يامال بعمر 17 عامًا فقط سحره في جميع الملاعب هذا الموسم، وأعاد للأذهان إبداع النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي، وبالفعل أصبح الجميع ينتظر ما سيقدمه الإسباني في كل مرة يلمس فيها الكرة، والحل والمهارة غير المتوقعة التي سيخرج بها.

وفي أي وقت تتأزم فيه أي مباراة أمام برشلونة، كانت مهارات يامال حاضرة لتجد الحلول، ليؤكد على كونه واحد من أبرز نجوم هذا الموسم.

وشارك يامال في 52 مباراة في جميع المسابقات هذا الموسم، سجل خلالها 16 هدفًا وصنع 24 آخرين.

وكان حاضرًا في كل المباريات الكبرى هذا الموسم، بالتسجيل ذهابًا وإيابًا أمام ريال مدريد في الدوري، وسجل أيضًا أمام أتلتيكو مدريد في الدوري، وفي كأس الملك صنع هدفين في النهائي أمام ريال مدريد وصنع هدفًا ذهابًا وإيابًا أمام أتلتيكو مدريد في نصف النهائي.

وسجل في شباك الريال في نهائي السوبر الإسباني، وكان حاضرًا في دوري الأبطال بالتسجيل أمام إنتر في ذهاب نصف النهائي.

وإن كانت المساهمة التهديفية ليامال وبطولاته هذا الموسم يمكن منافستها من لاعبين آخرين، إلا أن سحره ومهارته الفائقة لا يمكن مقارنتهما مع أي لاعب وهما سلاحه الأبرز للفوز بالكرة الذهبية ليصبح أول لاعب يتوج بالجائزة قبل أن يتم عامه الـ21.

عثمان ديمبلي

هل أظهر ديمبلي الوجه الحقيقي له أخيرًا؟ فمنذ رحيله عن بوروسيا دورتموند تجاه برشلونة، أحبط الفرنسي الجماهير أكثر مما أسعدهم على الرغم من الإمكانيات الكبيرة التي يتمتع بها، ولكن يبدو أنه استعاد بريقه أخيرًا رفقة باريس سان جيرمان تحت قيادة المدرب لويس إنريكي.

وخاض ديمبلي 46 مباراة في جميع المسابقات هذا الموسم، نجح خلالها في تسجيل 33 هدفًا وصناعة 13 آخرين، كما قاد فريقه للتتويج بلقب الدوري الفرنسي والسوبر الفرنسي والوصول لنهائي كأس فرنسا.

وقدم ديمبلي عروضًا بارزة في دوري الأبطال مكنت فريقه من الوصول إلى المباراة النهائية حيث ينتظر مواجهة إنتر، ولعل أبرزها تسجيل هدف الانتصار في ذهاب نصف النهائي خارج أرضه أمام آرسنال، وصنع هدفًا آخر في الإياب، كما سجل هدف العودة أمام ليفربول في إياب ثمن النهائي.

بالفعل عوض ديمبلي بصورة مثالية رحيل مبابي عن باريس سان جيرمان الصيف الماضي، وإن نجح في قيادة فريقه للتتويج بلقب دوري الأبطال، فسيكون المرشح الأبرز للفوز بالكرة الذهبية هذا الموسم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى