إطلاق مرفق التحوّل الأخضر في الأردن لتوسيع نطاق التمويل المناخي

أردني – أُطلق اليوم الخميس مرفق التحوُّل الأخضر رسميًا في الأردن، ممثلًا علامة فارقة في جهود البنك الأوروبي للاستثمار (البنك الأوروبي للاستثمار في العالم) لتوسيع نطاق تمويل العمل المناخي في جميع أنحاء الجوار الجنوبي.
ويُعد مرفق التحوُّل الأخضر النهج الرائد الذي يتبعه البنك الأوروبي للاستثمار في العالم لتمويل المشاريع الخضراء في الجوار الجنوبي، حيث يجمع بين التمويل طويل الأجل وتقاسم المخاطر والحوافز المالية والمساعدة الفنية، لمعالجة العوائق المستمرة التي تواجهها الشركات متناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة في الحصول على التمويل اللازم للعمل المناخي والاستدامة البيئية.
ويترافق إطلاق هذا المرفق مع إصدار أداة التحقق من الأهلية الخضراء للبنك الأوروبي للاستثمار في الأردن، وهي أداة إلكترونية تُستخدم عبر شبكة الإنترنت ومُصممة لمساعدة البنوك والشركات على تقييم أهلية المشروع للحصول على التمويل الأخضر بسرعة، بناءً على تصنيف الاتحاد الأوروبي.
وتمثل الشركات متناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة 99% من الشركات الأردنية وتوفر 60% من فرص العمل، لكنها مع ذلك تواجه عقبات كبيرة في الحصول على التمويل المناخي.
ويعالج مرفق التحوُّل الأخضر هذه القيود من خلال استراتيجية شاملة لتخفيف المخاطر وبناء القدرات، حيث يشارك البنك الأردني الكويتي في طليعة هذه الجهود باعتباره الشريك المنفذ الأول في المنطقة.
وسيعمل ضمان الحافظة الاستثمارية الذي وقعه البنك الأردني الكويتي على تخفيف المخاطر المرتبطة بالقروض الخضراء التي قد تصل قيمتها إلى 45 مليون دولار.
كما ستستفيد المشاريع من الشروط التفضيلية لتسهيلات الإقراض للبنك الأوروبي للاستثمار في العالم المتاحة والمدعومة بضمان من الاتحاد الأوروبي، علمًا أنه سيتم تعديله لهذا الغرض وتعزيزه بشكل أكبر من خلال حوافز ومساعدة فنية تتجاوز مجتمعةً المليون دولار.
وستتيح هذه التسهيلات للبنك الأردني الكويتي إمكانية تقديم شروط أكثر ملاءمة للشركات متناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة التي تستثمر في مجالات الطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة والمياه والصرف الصحي والتنقل الأخضر ومشاريع الاقتصاد الدائري.
وفي هذا السياق، صرح هيثم البطيخي الرئيس التنفيذي للبنك الأردني الكويتي قائلًا: “في البنك الأردني الكويتي، لا نرى الاستدامة كمسؤولية فحسب، ولكن أيضًا كفرصة لتمكين الشركات والمجتمعات، مشيرًا أن هذه الشراكة مع البنك الأوروبي للاستثمار في العالم تتيح توجيه التمويل الذي تشتد الحاجة إليه نحو مشاريع من شأنها تعزيز الاقتصاد الأخضر في الأردن ودعم الشركات متناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة وبناء القدرة على الصمود على المدى الطويل، وقال “نحن فخورون بكوننا الشريك المنفذ الأول في المنطقة ونتطلع إلى وضع نموذج لتمويل العمل المناخي يمكن أن يقتدي به الآخرون”.
وسيتم توفير الضمان والحوافز المالية والمساعدة الفنية بفضل مساهمة بقيمة 9 ملايين يورو ستقدمها جمهورية ألمانيا الاتحادية من خلال الصندوق الاستئماني للمبادرة الدولية للمناخ (IKI).
وبهذا الصدد، قال غيدو كيمرلينغ القائم بالأعمال في السفارة الألمانية لدى المملكة ، ممثلًا عن المبادرة الدولية للمناخ والحكومة الألمانية: “يُظهر مرفق التحوُّل الأخضر كيف يمكن للأدوات المالية والمساعدة الفنية المنسقة أن تتغلب بشكل فعال على إخفاقات السوق وتطلق الاستثمارات المناخية حيثما تشتد الحاجة إليها. وألمانيا فخورة بدعم القطاع الخاص في الأردن ليصبح محركًا للنمو المستدام”.
بالتوازي مع مرفق التحوُّل الأخضر، يعمل البنك الأوروبي للاستثمار في العالم على إطلاق أداة التحقق من الأهلية الخضراء في الأردن، وهي أداة مجانية قائمة على شبكة الإنترنت تساعد الوسطاء الماليين والشركات على إجراء تقييم سريع لما إذا كانت المشاريع تستوفي معايير الأهلية الخضراء للبنك الأوروبي للاستثمار في العالم، بشكل يدعم تأسيس المشاريع وتقييمها والإبلاغ عنها.
ستعمل هذه المنصة ذات الوصول المفتوح على تعزيز قدرة الوسطاء الماليين على إنشاء حافظات استثمارية متوافقة مع اعتبارات المناخ ورصدها. وتعزيزًا لدعم المؤسسات العاملة في مجال التمويل الأخضر، يمكن أن يقدم البنك الأوروبي للاستثمار في العالم خدمات استشارية للمساعدة في تطوير استراتيجيات داخلية خاصة بالمناخ، وتحسين آليات الإفصاح عن مخاطر المناخ، وتعزيز القدرات المؤسسية.
في هذا الإطار، صرحت جلسومينا فليوتي نائب رئيس البنك الأوروبي للاستثمار قائلة: “إن مرفق التحوُّل الأخضر وأداة التحقق من الأهلية الخضراء يمثلان نقطة تحول بالنسبة للقطاع الخاص في الأردن. من خلال الجمع بين تقاسم المخاطر والحوافز والدعم الفني والإجراءات المبسطة للتحقق من الأهلية، نمكن الشركات متناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة من الاستثمار في الحلول المستدامة ودفع عجلة التحوُّل الأخضر. توضح هذه المبادرة التزام الاتحاد الأوروبي بتمكين القطاع الخاص كمحرك رئيسي للتحوُّل الأخضر والصمود بوجه تغيُّر المناخ”.
علاوة على ذلك، يعالج الجمع بين التمويل طويل الأجل وتقاسم المخاطر والحوافز والمساعدة الفنية القيود من جانب الطلب والعرض على حدٍّ سواء، ما يشكل نموذجًا قابلًا للتطوير لتمويل الشركات متناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة الخضراء في الأردن وخارجه، بما يُظهر التزام الاتحاد الأوروبي بالتحوُّل العادل والأخضر في المنطقة.