
أردني – تواصل الوفود الرسمية، ورؤساء الدول وصولها إلى العاصمة القطرية الدوحة، “في لحظة مفصلية، لتوحيد الصفوف وتنسيق المواقف، في مواجهة الغطرسة الإسرائيلية المتواصلة وانتهاكاتها الصارخة للقانون الدولي وسيادة الدول”، وفقا لما نقلته وكالة الأنباء القطرية.
العدوان الإسرائيلي على قطر في التاسع من سبتمبر/ أيلول الجاري، “تجاوز الخطوط الحمراء”، ما استدعى “نقل القمة العربية والإسلامية من لقاء إعتيادي إلى محطة مفصلية وتاريخية”. يقول محللون استطلعنا آراؤهم في هذه المادة.
كرة الثلج من ردود فعل دبلوماسية وسياسية تدحرجت بسرعة منذ ذاك اليوم، لتصبح الضربة الجوية الإسرائيلية على الدوحة – رغم تبريرات الاحتلال ومسوغاته – محل تحليل وتوقع لما سيؤول له وضع المنطقة العربية أمنيا وسياسيا بعد منتصف أيلول الجاري.
في هذا الإطار، يرى البرلماني السابق المهندس عبد الرحيم البقاعي أن القمة العربية والإسلامية الطارئة “تفرض على القادة العرب بلورة موقف جماعي صلب، يوازن بين ضرورة حماية الأمن القومي والعربي والإسلامي”.
وأشار البقاعي أن القمة سترسخ الموقف العربي الموحد في مواجهة أي إعتداء على دولة عربية مما يعزز الثقة بين الشعوب وقادتها.
ويتفق معه في الطرح أستاذ علم الإجتماع السياسي والتنمية الدولية الدكتور بدر الماضي، بقوله: “القمة مهمة لتحصين الموقف العربي وإرسال رسالة لإسرائيل بأن هذه الإعتداءات لم تعد مقبولة”.
لكنه غير متفائل بإحداثها “تغييراً جوهرياً في الموقف العربي أو الإسلامي تجاه إسرائيل” .على عكس البقاعي الذي يستبشر “بالانتقال من التضامن اللفظي إلى خطوات عملية فاعلة على الصعيدين الدبلوماسي والاقتصادي لمواجهة السياسات الإسرائيلية”.
وحول ارتباط الإعتداء على الدوحة بالقضية الفلسطينية والعدوان المستمر على قطاع غزة منذ 711 يوما، يقول البقاعي، “إن القضية الفلسطينية ستبقى القضية المركزية، والدفاع عنها واجب شرعي وسياسي وأخلاقي، وعليه، فإن مركزية القضية الفلسطينية تسهم في توجيه رسالة واضحة من القمة تدعو لوحدة الصف العربي”.
لكن التحول في السلوك الأسرائيلي العدواني، بضرب الدوحة والتهديد بتكرار الفعلة، يكشف عن “عدم اهتمام تل أبيب بطبيعة العلاقات مع الدول العربية والوسيطة”، بحسب الدكتور الماضي، الذي يقرأ أن ما سيصدر عن قطر من قرارات لاحقة، “قد يصل إلى تحديد الدور القطري في الوساطة الإقليمية في ظل رغبة الولايات المتحدة باستمرار هذا الدور”.
ومنذ اللحظة الأولى، وصف رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني الهجوم الإسرائيلي “بالغدر”، الذي لا يمكن وصفه إلا بأنه “إرهاب دولة”، محتفظا بحق بلاده بالرد. حاسما ملف الوساطة، بقوله أمس الأحد: “ممارسات إسرائيل لن توقف جهود الوساطة التي تبذلها الدوحة، بالتعاون مع مصر والولايات المتحدة، لإنهاء الحرب في غزة”.