تكنولوجيا واعدة .. تحويل النفايات البلاستيكية إلى وقود

أردني – اكتشف علماء طريقة ثورية لتحويل النفايات البلاستيكية إلى وقود من خلال عملية التحلل الحراري عالي الحرارة، مما يوفر حلاً محتملاً لأزمة التلوث البلاستيكي العالمية مع إثارة تساؤلات حول فعاليتها البيئية.
ونجحت جامعة ييل الأمريكية في تحسين كفاءة التحلل الحراري، مما أدى إلى تقليل الحاجة إلى المحفزات المكلفة، ورغم أن هذا النهج واعد، فإنه يتطلب مزيداً من التقييم لتحديد مدى قابليته للتطبيق على المدى الطويل وفوائده البيئية وفق sustainability-times.
يعد تلوث البلاستيك مشكلةً متفشيةً في بيئتنا، إذ يتجلى في أعماق المحيطات والطبقات الجيولوجية على شكل “بلاستستون”، وهو صخر رسوبي جديد يتكون من اندماج النفايات البلاستيكية مع الصخور الطبيعية، ولمعالجة هذه المشكلة المتفاقمة، يستكشف العلماء أساليب مبتكرة لإعادة تدوير النفايات البلاستيكية وتحويلها إلى وقود، يتضمن هذا النهج المثير للجدل، المعروف باسم التحلل الحراري، تسخين البلاستيك إلى درجات حرارة عالية لتفكيك بنيته الجزيئية، مما ينتج عنه هيدروكربونات قابلة للاستخدام، ورغم أن هذه الطريقة واعدة، إلا أن جدواها البيئية والصناعية لا تزال قيد التدقيق.
التحلل الحراري عملية تتضمن تسخين البلاستيك إلى حوالي 1650 درجة فهرنهايت في غياب الأكسجين، تُحلل هذه الطريقة السلاسل الطويلة لجزيئات البلاستيك، محولةً إياها إلى هيدروكربونات تُستخدم كطاقة. تقليديًا، تُنتج هذه العملية حوالي 60% من البلاستيك إلى زيت التحلل الحراري أو “الزيت الحيوي”، والذي يُستخدم لتشغيل الغلايات والتوربينات ومحركات الديزل، وقد أثارت هذه التقنية اهتمام الباحثين والقطاعات الصناعية حول العالم كحلٍّ محتمل لمشكلة النفايات البلاستيكية المتزايدة.
ظهرت تطورات حديثة من خلال أبحاث أُجريت في جامعة ييل، حيث نجح العلماء في زيادة إنتاجية التحلل الحراري إلى 66% دون استخدام المحفزات، يمكن أن يُقلل هذا التحسين بشكل كبير من التكاليف وصعوبات الصيانة المرتبطة باستخدام المحفزات، فمن خلال اختبار أساليبهم باستخدام لباد الكربون الصناعي، أثبت الباحثون قابلية تكيف العملية، محققين معدل تحويل يبلغ حوالي 56% من البلاستيك إلى زيت حيوي.
التحديات والمخاوف البيئية
رغم ذلك، فعملية التحلل الحراري لا تخلو من عيوب، لأن العملية نفسها تستهلك طاقة هائلة، ما يؤدي إلى انبعاث ثاني أكسيد الكربون وملوثات أخرى.
وقد دفع هذا بعض الخبراء إلى وصف هذا النهج بأنه “وهم صناعي”، مشيرين إلى أنه لا يعالج بشكل جذري مشكلة الاعتماد الأساسي على الوقود الأحفوري، كما أن الاتجاه العالمي الحالي نحو زيادة إنتاج البلاستيك أحادي الاستخدام يزيد من تعقيد التأثير المحتمل لهذه التقنية.
في حين يُقرّ الباحثون بالحاجة إلى تحسين كفاءة الطاقة وإدارة الانبعاثات الثانوية، فإن قابلية هذه التقنية للتوسع تُبشّر ببصيص أمل، مع ذلك، قد يكمن الحل الرئيسي في تقليل إنتاج البلاستيك الجديد ومنع النفايات البلاستيكية من دخول البيئة أساساً وإلى أن تُطبّق هذه التدابير، لن تُقدّم تقنية التحلل الحراري والتقنيات المماثلة سوى حل جزئي لأزمة تلوث البلاستيك.