
أردني – قال أمين عام اللجنة الملكية لشؤون القدس، عبد الله توفيق كنعان، إن القضية الفلسطينية تبقى الملف الأبرز حضورا وتفاعلا على الساحة الدولية، في ظل ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من تهجير وإبادة جماعية حصدت آلاف الشهداء والجرحى، إضافة إلى سياسة الاستيطان ونظام الفصل العنصري التي تمارسها حكومة اليمين الإسرائيلي المتطرفة الرافضة للشرعية الدولية والمنتهكة للقوانين والأعراف باسم “سلام القوة”، والمدعومة للأسف بسياسة ازدواجية المعايير.
وأكد كنعان، أن القضية الفلسطينية بالنسبة للأردن، قيادة وشعبا، قضية قومية وإنسانية، ارتبطت بتاريخ طويل من التضحيات ومواقف الدعم الراسخة، مشيرا إلى أن خطاب جلالة الملك عبد الله الثاني، الذي ألقاه خلال المؤتمر الدولي حول التسوية السلمية وتنفيذ حل الدولتين، والذي عقد في نيويورك بحضور سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد، نداء يضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته القانونية والأخلاقية لنصرة الشعب الفلسطيني وحقه المشروع في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني وعاصمتها القدس الشرقية.
وأوضح أن هذا النداء لطالما شكل محورا أساسيا في خطابات جلالته منذ سنوات طويلة، حيث عبر دوما عن صوت الفلسطينيين، بمن فيهم الجرحى والمهجرون تحت نيران العدوان الإسرائيلي، مطالبا بتطبيق قرارات الشرعية الدولية ومخرجات المؤتمرات الأممية، ومستشهدا باعتراف دول مؤثرة مثل بريطانيا وأستراليا وكندا والبرتغال أخيرا بالدولة الفلسطينية.
وأشار إلى أن اللجنة الملكية لشؤون القدس تؤكد أن حكمة جلالة الملك وثقة المجتمع الدولي برسالة السلام الهاشمية، الممتدة منذ الثورة العربية الكبرى وصولا إلى مواقف ملوك بني هاشم، تعزز من مركزية الخطاب الهاشمي، لا سيما في ظل التململ الدولي من سياسات إسرائيل، ووجود إرادة دولية متنامية لإرساء السلام والأمن العالميين.
وأضاف أن جلالة الملك أعاد تأكيد هذه الركائز أمس الاثنين خلال المؤتمر، مبينا أن تحركات جلالته الدبلوماسية المكثفة في نيويورك ولقاءاته على هامش اجتماعات الجمعية العامة تعكس الحرص الهاشمي على استثمار الزخم الدولي المتزايد المؤيد لفلسطين، ووقف العدوان على غزة، والتنبيه إلى خطورة اعتداءات المستوطنين في الضفة الغربية، واقتحاماتهم المتكررة للمقدسات الإسلامية والمسيحية وفي مقدمتها المسجد الأقصى المبارك.
ولفت إلى أن هذا الموقف الأردني يتجلى أيضا في الجهود الميدانية الداعمة لأهل غزة والقدس، ومنها إعادة تموضع المستشفى الميداني الأردني من تل الهوا إلى خانيونس لتقديم الخدمات لأكبر عدد من أبناء القطاع المنكوب.
وأكد أن الدبلوماسية الأردنية ستبقى إلى جانب الجهود الميدانية التعليمية والصحية والاقتصادية، وبتوجيهات مباشرة من جلالة الملك عبدالله الثاني، صاحب الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، سندا داعما للأشقاء الفلسطينيين مهما بلغت التضحيات وكلفت التحديات.



