
أردني – تتجه أنظار عشاق كرة القدم حول العالم نحو المواجهة المنتظرة بين برشلونة وريال مدريد، في الكلاسيكو الأول الذي يجمع بين هانز فليك وتشابي ألونسو كمدربين للفريقين، في صراع تكتيكي يُتوقع أن يحمل الكثير من الإثارة والدهاء الكروي قبل حتى أن تُطلق صافرة الحكم.
المواجهة لا تقتصر على النجوم داخل الملعب، بل تمتد إلى مقاعد التدريب، حيث يسعى كل من فليك وألونسو لإثبات بصمته في أول اختبار حقيقي له على مسرح الكلاسيكو.
بالنسبة للاعبين، لا تعتبر المباراة مجرد مواجهة عادية، بل هي حدث يتطلب أقصى درجات التركيز والجاهزية الذهنية، لأن ما هو على المحك يتجاوز النقاط الثلاث، ليشمل الكبرياء والثقة وراحة غرفة الملابس في حال الفوز.
يمثل الكلاسيكو تحدياً ضخماً للمدربين من الجانبين. فكل تفصيل مهم: من الخطة والتشكيل الأساسي إلى قراءة المباراة وإدارة التبديلات والحفاظ على الهدوء عند تعقد الموقف، حيث إن الاتزان النفسي يمنح اللاعبين الطمأنينة والثقة.
وفي مثل هذه المواجهات، لا يكون عامل الأرض حاسماً، لأن الفريقين معتادان على الضغط الهائل، وتُحسم النتيجة عادة بروح المنافسة الفردية والجماعية، والقدرة على التحكم في الإيقاع وتجنب الأخطاء.
صراع التفاصيل والتكتيك
تعتمد الكرة الحديثة على الفعالية القصوى: تماسك دفاعي، سرعة في التمرير، قرارات دقيقة بين المهارة الفردية واللعب الجماعي، تركيز في إنهاء الهجمات، وتحولات هجومية سريعة. وغالباً ما يُقال إن الفريق يخسر بسبب ضعف الحدة، لكن في مثل هذه اللقاءات السر في توزيع الجهد والتحكم بالإيقاع دون فقدان التوازن الجماعي، لأن الكرة يجب أن تتحرك أسرع من اللاعبين، بدقة وذكاء.
وأوضحت أن الفريق الذي يجيد تمريراته ويتفادى الاحتكاكات غير الضرورية ويُتقن سرعة التمرير ويستعيد الكرة بذكاء، ويهاجم بإبداع، ستكون حظوظه أكبر في الفوز. في مباريات مثل هذه، قد تحسم لمسة من لامين يامال أو بيدري أو راشفورد أو مبابي أو فينيسيوس النتيجة حتى دون سيطرة كاملة على اللعب.
وأشارت الصحيفة إلى أن برشلونة ركض أكثر من باريس سان جيرمان في دوري الأبطال، واستحوذ بشكل أكبر وأظهر روحاً إيجابية، لكن الفريق الفرنسي كان أكثر فاعلية. لذلك، يجب إعادة النظر في مفهوم “الحدة” في الأداء.
ويدخل الفريقان الكلاسيكو بعد انتصارات أوروبية وأجواء إعلامية إيجابية، حيث تسود الثقة رغم الضغط.
استراتيجية الملكي
تتركز التساؤلات حول طريقة لعب الفريقين والتشكيلة الأساسية التي سيبدآن بها، في ظل الإصابات التي تُلقي بظلالها على الطرفين.
أظهر ريال مدريد بقيادة تشابي ألونسو تحسناً كبيراً في سرعة التمرير والضغط الجماعي، مع مبابي كقائد للخط الأمامي. وأصبح الفريق أكثر تماسكاً بين الخطوط وأكثر التزاماً دون كرة، رغم بعض لحظات التراجع التي تترك مساحات بين خطوط اللعب، إلا أن المنحنى العام للفريق تصاعدي.
تكمن الشكوك في البناء الهجومي؛ فالثنائي تشواميني وكامافينجا يبرعان في استعادة الكرة أكثر من الإبداع في التمرير أو صناعة الفرص، بينما يمتلك أردا جولر وبيلينجهام القدرة على صناعة اللعب، لكن إشراكهما معاً قد يخلّ بتوازن الوسط دفاعياً.
وإذا لعب جولر على الجهة اليمنى وبيلينجهام خلف المهاجمين، فعلى برشلونة مراقبتهما بعناية بين الخطوط، لأن السيطرة عليهما ستكون مفتاح الحد من خطورة مبابي وفينيسيوس.
تطرح التساؤلات أيضاً حول إمكانية إشراك رودريجو كجناح أيمن، مع تشواميني وجولر وبيلينجهام في الوسط، كما حدث أمام يوفنتوس، لكن ذلك قد يُفقد الفريق السيطرة على منطقة الوسط أمام بيدري ودي يونج وربما فيرمين.
ومن المنتظر أن يعتمد ألونسو على كارّيراس في الجهة اليسرى وفالفيردي في اليمنى، في ظل عدم جاهزية كارفاخال وأرنولد الكاملة بعد الإصابة، ما سيقلل من العمق الهجومي، ويدفع الفريق إلى استغلال المساحات خلف دفاع برشلونة المتقدم، وهي نقطة يجب أن يراقبها فليك عن كثب.
هناك احتمال آخر يتمثل في إشراك فالفيردي كلاعب ارتكاز بجوار تشواميني، والمغامرة بكارفاخال من البداية رغم عدم جاهزيته التامة، نظراً لروحه القتالية العالية. وبعد إصابة أسينسيو أمام يوفنتوس وغياب روديجر وألابا، يُتوقع أن يتولى هويسن مهمة قلب الدفاع إلى جانب ميليتاو، وهي شراكة قد تعاني من نقص الانسجام.
ويبقى مبابي وفينيسيوس السلاحين الأخطر في تشكيلة ريال مدريد، إلى جانب كورتوا الذي يمثل عنصراً حاسماً في مثل هذه المباريات، وسيتعين على برشلونة الحد من خطورتهما بقطع خطوط التمرير ومراقبة التحولات الدفاعية بدقة عالية.
برشلونة بين غيابات مؤثرة وطموح استعادة الإيقاع
لم يصل برشلونة بعد إلى مستوى الموسم الماضي، حين تميز بسرعة التحول الدفاعي والهجومي والتنسيق المثالي بين الخطوط. الإصابات المتكررة والإرهاق أثّرا على مردود الفريق، ما جعل فليك يبحث عن استعادة الحيوية لتقديم أفضل نسخة ممكنة.
انضمام ماركوس راشفورد منح دفعة هجومية جديدة، ومن المتوقع أن يكون أحد أبرز مفاتيح المباراة. لكن غياب رافينيا يعد خسارة كبيرة للبارسا، إذ يُعد أحد أهم عناصر التوازن بفضل سرعته وحدته وروحه القتالية.
غياب رافينيا يجبر فليك على إعادة توزيع الأدوار الهجومية وتعديل بعض التفاصيل التكتيكية.
وسيتعين على برشلونة أمام ريال مدريد الحذر من سرعة مبابي وفينيسيوس ورودريجو وإبراهيم دياز، إضافة إلى التحركات المفاجئة من لاعبي الوسط في الخط الثاني، لذلك يجب أن تبقى خطوط الفريق متقاربة، مع ضغط عالٍ وعودة سريعة إلى الدفاع.
وجود أراوخو سيكون أساسياً، بفضل سرعته وقوته في المواجهات الثنائية، فيما سيعتمد الفريق على الضغط المبكر لحرمان الريال من بناء اللعب وإجباره على التمرير الجانبي أو الخلفي.
يجب على برشلونة التحرك بسرعة عندما يملك الكرة وبلمسات قليلة دون احتكاكات غير ضرورية، مع الاعتماد على التمريرات القصيرة والاختراقات بواسطة لامين يامال وسرعة راشفورد وانطلاقات بالدي وكوندي.
وأوضحت الصحيفة أن الخبر الجيد هو عودة فيران توريس، الذي يتمتع بحركية عالية ومجهود دفاعي كبير وقدرة على فتح المساحات أمام زملائه.
وسيرتكز الأداء الهجومي للبارسا بشكل رئيسي على ثنائي القيادة بيدري ودي يونج، حيث تُبنى من أقدامهما سرعة الإيقاع وتنظيم اللعب، وعلى الدفاع الحفاظ على تركيزه الكامل، إذ سيكون الأكثر تعرضاً للضغط التكتيكي خلال اللقاء.



