
أردني – أكد تربويون ان خطاب العرش السامي ركز على أهمية تعزيز وتطوير قطاع التعليم بما يتناسب مع تطورات العصر، مشيرين الى ان جلالة الملك عبدالله الثاني يولي التعليم أقصى اهتماماته من حيث رسم السياسات العامة التي من شأنها أن تؤطر لمرحلة متقدمة في مسيرة التعليم، والاستثمار في العنصر البشري.
وبينوا أن التوجيه الملكي واضح لتطوير التعليم وفق المستجدات التقنية والرقمية، من خلال تطوير منظومته للوصول إلى مخرجات تتواءم مع متطلبات سوق العمل لتقديم تعليم نوعي يلائم للعصر.
وقال وزير التربية والتعليم الأسبق الدكتور فايز السعودي ان جلالة الملك يولي التعليم أولوية كبيرة حيث لا يغيب التركيز او التوجيه للاهتمام في القطاع التعلمي عن حديث او خطابات جلالته، حيث يتابع جلالته كافة الأنشطة والتطوير الخاص بالتعليم.
وأشار الى ان جلالته يسعى منذ سنوات الى إيجاد نظام تعليمي شامل يتضمن أنظمة فرعية كثيرة لتطوير التعليم من كافة النواحي البيئة التعليمية والطالب والمعلم والمناهج والغرفة الصفية والفئات المستهدفة بالتعليم بحيث يكون مواكب لتطورات العصر التي نشهدها اليوم.
وبين اننا نشهد اليوم عصر الرقمنة وما يرتبط بها من ذكاء اصطناعي، لذلك لا بد من الاهتمام بالأدوات التي نستطيع من خلالها النهوض بالتعليم ومواكبة احتياجات الطلبة ومتطلبات العصر واحتياجات المجتمع ليكون مجتمعاً منافساً للمجتمعات التي تطورت بالتعليم .
بدوره اكد التربوي الدكتور أجمل الطويقات ان خطاب جلالة الملك اليوم جاء بمثابة بوصلة وطنية تؤكد أن التعليم هو الركيزة الأساس لبناء المستقبل، وأن تطوير النظام التعليمي ليس ترفًا، بل ضرورة وجودية لوطنٍ يسعى إلى التميز والريادة.
وبين الطويقات ان المطلوب اليوم أن نتحرك بوعي ومسؤولية نحو إصلاحٍ تربويٍّ شاملٍ، يواكب متطلبات العصر الرقمي، ويرتكز على مهارات التفكير والإبداع لا على التلقين، وترسيخ القيم الوطنية والأخلاقية إلى جانب الكفايات العلمية والتقنية.
وأشار الى اننا بحاجة إلى تمكين المعلم ليكون قائدًا للتغيير لا منفذًا للمنهاج فقط، ونحتاج إلى بيئة تعليمية محفزة تحتضن الموهبة وتواكب التكنولوجيا، ومناهج تزرع في الطلبة روح السؤال والابتكار والانتماء، مشيراً الى أن الاستثمار في تدريب المعلمين والمعلمات والتربويين يجب أن يكون أولوية وطنية من خلال برامج تطوير مهني مستدامة، تواكب مستجدات التعليم الحديث، وتؤهل الكوادر التربوية لاستخدام أدوات التعليم الرقمية، وتصميم بيئات تعلم تفاعلية تنمي مهارات القرن الحادي والعشرين لدى الطلبة.
من جهته اكد الخبير في قطاع التعليم عايش النوايسة أن توجيهات جلالة الملك اليوم جاءت استكمالًا لتوجيهاته في مشروع التحديث الاقتصادي الذي انطلق برؤية مستقبلية شاملة لجميع القطاعات، من بينها قطاع التربية والتعليم الذي بدأ تنفيذ مشروعات طموحة لتطوير التعليم والانتقال به إلى مستويات تتوافق مع التطورات العالمية وتلبي احتياجات سوق العمل.
وأضاف، لقد أكد جلالته أن التعليم يشكّل ركنًا أساسيًا في تحسين نوعية حياة الأردنيين، وقال: “علينا أن ننهض بنظامنا التعليمي ليكون أكثر مواكبة لمتطلبات العصر”، في توجيه ملكي واضح لتطوير التعليم وفق المستجدات التقنية والرقمية، وتطوير منظومته للوصول إلى مخرجات تتواءم مع متطلبات سوق العمل.
وبين إن التعليم العصري الذي دعا إليه جلالته يحتاج إلى بيئة مناسبة تشمل بنية تكنولوجية متقدمة، كتوفير إنترنت عالي السرعة لضمان تشغيل الأنظمة الذكية بسلاسة، وتزويد المدارس بالأجهزة اللازمة مثل الحواسيب اللوحية والسبورات الذكية وأجهزة الواقع الافتراضي لتحسين تجربة التعلم وتوظيف منصات تعليمية مدعومة بالذكاء الاصطناعي، وتدريب المعلمين على استخدام هذه الأنظمة وتطبيق أدوات التعليم التفاعلي وتحليل البيانات.
وبين انه التحول بشكل التعليم أصبح ضرورة ماسّة، إذ لم يعد التعليم التقليدي قادرًا على مواجهة المتغيرات أو تقديم تعليم نوعي يلائم للعصر. ومن هنا برزت الحاجة إلى التركيز على التعليم التطبيقي وتوظيف الأنظمة الذكية الرقمية في هذا المجال بما يتماشى مع التطورات الرقمية في التعلم والتعليم.
من جهته اكد المستشار والخبير التربوي والتعليمي الدكتور فيصل التاية إن خطاب جلالة الملك عبدالله الثاني، بوضعه تطوير النظام التعليمي على رأس الأولويات، يلزمنا جميعاً بالانتقال من مرحلة الطموح إلى التنفيذ الفعلي والسريع، فلا مجال لترف الوقت .
وأضاف، ان النهوض بنظامنا التعليمي ليواكب متطلبات العصر يتطلب تحولاً جذرياً يتمحور حول إعداد جيل يمتلك أدوات المستقبل، من مناهج تعزز التفكير النقدي والابتكار، ومعلم مؤهل وداعم للتغيير، وربط فعال ومباشر بين مخرجات التعليم واحتياجات سوق العمل المحلي والعالمي المتجدد.
وشدد على انه يجب أن تتضافر الجهود الوطنية، حكومة ومؤسسات ومجتمعا مدنيا وأولياء أمور، لضمان أن يكون التعليم في الأردن قاطرة التنمية، ورافعة رئيسة للنمو الاقتصادي، ومصنعاً للكفاءات التي ستحمل راية الأردن إلى الأمام في مختلف المجالات، وبما يحقق الرؤية الملكية الشاملة للتحديث.



