"\n"
رئيسيمحليات

أكاديميون: خطاب جلالة الملك رسم ملامح الاستقلالية الأردنية في ظل بيئة إقليمية متقلبة

أردني – أكد أكاديميون من محافظة اربد أن خطاب العرش الذي ألقاه جلالة الملك عبدالله الثاني أمام مجلس الأمة يوم أمس، رسم ملامح المرحلة المقبلة للأردن، محددا أولويات الدولة وتوجهاتها الداخلية والخارجية في ظل التحديات الإقليمية والدولية الراهنة.
ورفع الأردنيون رؤوسهم بالقائد الحكيم والوازن عندما أكد جلالته أنه ” يقلق لكنه لا يخاف”، ولا يهاب شيئا سوى الله تعالى ما دام في ظهره أردني، كمؤشر حقيقي على قوة موقف جلالته والأردن من القضايا الإقليمية والدولية.
وقال وزير الأشغال العامة والإسكان الأسبق الأستاذ في جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية الدكتور محمد طالب عبيدات خلال حديثه إلى وكالة الأنباء الأردنية (بترا)، إن جلالة الملك أكد في خطابه أن مسيرة الإصلاح الوطني مستمرة، وأن المرحلة المقبلة تتطلب عملا متواصلا لتعزيز كفاءة مؤسسات الدولة وتحسين الخدمات في قطاعات التعليم والصحة والنقل، بما ينعكس إيجابا على حياة المواطن الأردني.
كما شدد جلالته على أن التنمية والإصلاح ليسا خيارين مؤقتين، بل مسارا وطنيا دائما يهدف إلى بناء اقتصاد قوي ومؤسسات حديثة قادرة على خدمة المواطن بكفاءة وعدالة، وأن المواءمة بين الأمن ودعم أجهزتنا الأمنية وقواتنا المسلحة من جهة والمضي قدما في العملية الديمقراطية من جهة أخرى في ظل أحزاب قوية وحياة مدنية فضلى هي صمام الأمان.
وفي الشأن الوطني، ركز جلالته على أهمية الوحدة الداخلية والتمسك بالهوية الوطنية الجامعة، مؤكدا أن تماسك الأردنيين هو أساس قوة الدولة واستقرارها، ودعا إلى مواصلة نهج الشراكة بين الدولة والمواطن في صنع القرار وتحقيق التقدم، في ظل بيئة من الانفتاح والاحترام المتبادل.
وفي القضايا الإقليمية، جدد الملك موقف الأردن الثابت تجاه القضية الفلسطينية، مؤكدا أن المملكة ستبقى إلى جانب الأشقاء الفلسطينيين بكل إمكاناتها، وأن لا استقرار في المنطقة دون قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، كما شدد على رفض محاولات التهجير أو المساس بالمقدسات الإسلامية والمسيحية وتمسك الأردن بالوصاية الهاشمية.
واختتم الملك خطابه بتأكيد أن الأردن ماض بثقة نحو المستقبل، معتمدا على سواعد أبنائه وطاقاتهم، ومتمسكا بثوابته الوطنية والعربية، ليبقى نموذجا في الاعتدال والإنجاز والاستقرار في منطقة تموج بالتحديات.
من جهته، قال رئيس جامعة جدارا الأستاذ الدكتور حابس الزبون، ” جاء خطاب جلالة الملك أمام مجلس الأمة أمس، ليعبر عن يقين القيادة بالله تعالى، معتبرا أن هذه العلاقة الروحية هي مصدر القوة الحقيقية التي تمكن الأردن من الصمود رغم كل التحديات”.
وأضاف، عبر جلالته عن هذا المنهج بقوله “لا يخاف إلا الله”، مؤكدا أن هذه الثقة “لا تشترى ولا تستعار”، وهي ما يمنح القيادة والشعب معا القدرة على مواجهة الصعاب بعزيمة لا تلين.
كما أكد الخطاب الموقف الأردني الثابت من القضية الفلسطينية، مشددا على أن الأردن “سيواصل الدفاع عن القدس استنادا إلى الوصاية الهاشمية”، وأنه يقف وبكل صلابة في وجه العدوان على غزة والاعتداءات الإسرائيلية المتكررة.
وبين أن الخطاب رسم ملامح الاستقلالية الأردنية في ظل بيئة إقليمية متقلبة، مؤكدا أن “الأردن لا يخضع لسياسات لا تلبي مصالحه”، فالخطاب في مجمله يؤسس لرواية أردنية تقوم على ثلاثية وهي شعب متماسك، جيش قوي، يقين راسخ، وهي المقومات التي تجعل الأردن، رغم التحديات، “واقفا مهما عصفت به الأزمات.
وقال الأكاديمي والخبير في مجال الإعلام والتنمية الدكتور طارق الناصر، إن الأردنيين ينظرون إلى خطاب العرش السامي باعتباره خارطة طريق وطنية لمسارات العمل التنموي الجاد الذي يقوده جلالة الملك وسمو ولي عهده الأمين.
وأضاف “لقد حمل الخطاب السامي اليوم تأكيد القيم العروبية والدينية والإنسانية التي قامت عليها الدولة الأردنية، كما رسم مساحات للعمل الوطني في المرحلة المقبلة المرتكزة على استمرارية مرحلة تعزيز مؤسسات الدولة بهمة وعزيمة الأردنيين، إضافة إلى تمكين الشباب وفي مقدمتهم سمو الأمير الحسين، ولي العهد، من ممارسة أدوار حقيقية في عملية التنمية والتطوير.
وأشار إلى أن الأردنيين ومؤسسات هذا الوطن العزيز جاهزون لمواجهة التحديات المحلية والإقليمية التي أشار إليها جلالته، وكما كان آباؤهم وأجدادهم من قبل، حيث حملت مواقع التواصل الاجتماعي بعد الخطاب جانبا من التفاف الجميع حول الراية الهاشمية المباركة وجاهزية أبناء الشعب لبذل الغالي والنفيس من أجل وطننا المبارك.
وأوضح أن جلالة الملك بين أن الأردن والأردنيين مستمرون في تقديم يد العون لكل من يحتاجها بكل ثقة وعزيمة، ما يؤكد قوة الدولة الأردنية وقدرتها على استثمار قدراتها ومواردها لتحقيق الدور الوطني والعروبي المنشود.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى