
القطاع السياحي الأردني كما تعكس المؤشرات المتحققة الشهر الماضي تحديدا في طريقه للتعافي مدفوعا بتوقف عدوان الاحتلال الاسرائيلي على قطاع غزة ووتراجع مخاوف السياح العرب والأجانب من زيارة المنطقة الى جانب برامج تحفيز السياحة الداخلية التي من شأنها رفع عدد زوار المناطق السياحية والأثرية من الأردنيين والمقيمين.
مدينة البترا الأثرية تعطي دلالات عامة على واقع السياحة في المملكة بحكم جاذبيتها عربيا وأجنبيا وتعتبر المحطة الأولى والأهم لمعظم السياح من مختلف الوجهات الى جانب المقاصد السياحية الأخرى المتعلقة بالعلاج والتعليم وغيرها. وفقا لبيانات رسمية فقد ارتفع عدد زوار البترا الشهر الماضي بنسبة 71 ٪ مقارنة بشهر أيلول الماضي وبعدد اجمالي تجاوز 81 ألفا.
معظم الزوار كانوا من الأجانب بنسبة 62 ٪ والمشاركين في برنامج «أردننا جنة» حوالي 17 ألفا والعرب نحو 3200 و3900 من الطلبة والمقيمين. والمواقع السياحية والأثرية الأخرى شهدت تحسنا واضحا خلال الشهر الماضي وان كانت بنسبة أقل من البترا.
الوصول الى مرحلة تعافي السياحة من تداعيات العدوان واضطرابات الاقليم وكونها كانت الأكثر تضررا خلال العامين الماضيين وما شهدته من اغلاق لكثير من المنشآت الفندقية والمرافق المختلفة يتطلب جهودا استثنائية ومكثفة لاستقطاب مزيد من السياح العرب والأجانب وتنشيط السياحة الداخلية وخاصة في الشهرين الأخيرين من العام الحالي من خلال تعزيز حملات الترويج والتسويق ودعم البرامج السياحية الداخلية.
اجراء تخفيضات مجزية على الأسعار سواء في الفنادق أو المطاعم ورسوم دخول المنشآت السياحية والأُثرية ضرورة في هذه المرحلة لاستقطاب السياح وتشجيع عودة المجموعات السياحية خاصة الأوروبية والروسية منها مع اعادة الطيران المنخفض التكاليف كما كان سابقا.
الحملات الترويجية يفترض أن تركز على عودة النشاط السياحي معززا بمعطيات من الواقع وتكثيف عرضها بشكل مستمر خاصة في منصات التواصل الاجتماعي ومن خلال السفارات الأردنية في الخارج وامكانية والسفارات العربية والأجنبية في عمان لان الآثار النفسية للعدوان لحقت بأسواق السياحة الأقليمية والعالمية وتحتاج الى وقت وجهود كافية لادارة السمعة الايجابية عن الأردن كدولة آمنة ومستقرة وتوفر الحماية والرعاية الكاملة للسياح.
“الدستور”



