فودين يقود السيتي للفتك بدورتموند في دوري الأبطال

بدأت المباراة بوتيرة عالية، إذ دخل دورتموند بشجاعة هجومية واضحة، محاولًا مفاجأة أصحاب الأرض، لكن مانشستر سيتي استعاد السيطرة سريعًا وبدأ في فرض إيقاعه المعتاد.

وفي الدقيقة السادسة كاد سيتي يفتتح التسجيل، حين انطلق جيريمي دوكو من الجهة اليسرى، وأرسل عرضية زاحفة مرت أمام المرمى، دون أن يتمكن تيجاني رايندرز من لمسها.

واصل سيتي ضغطه، وفي الدقيقة التاسعة مرّر نيكو أورايلي كرة متقنة إلى فودين داخل منطقة الجزاء، وأعادها الأخير إلى هالاند، لكن المدافع شلوتربيك تدخل في اللحظة الأخيرة.

ومع الدقيقة 16، سدد فودين كرة قوية أمسكها الحارس كوبيل بثبات، قبل أن يتمكن الإنجليزي الشاب من افتتاح التسجيل، في الدقيقة 22، بعد تمريرة من رايندرز، ليضع الكرة بمهارة في الزاوية اليسرى للحارس.

ولم تمضِ سوى دقائق حتى عزز هالاند التقدم بهدف ثانٍ في الدقيقة 29، بعد هجمة منظمة من دوكو، ليسدد المهاجم النرويجي بقوة في الشباك، مسجلًا هدفه الثامن عشر هذا الموسم.

وكاد سيتي يضيف الثالث بعد تسديدة قوية من رايندرز، تصدى لها كوبيل ببراعة.

ورغم محاولات دورتموند المتواضعة عبر أديمي، أنهى سيتي الشوط الأول متقدمًا بثنائية، بعد أداء متوازن جمع بين الضغط العالي والاستحواذ الكامل على الكرة.

الشوط الثاني

مع انطلاق الشوط الثاني، واصل الفريق الإنجليزي هيمنته، حيث جرب سافينيو حظه بكرة قوية أبعدها كوبيل، ثم أهدر نميشا فرصة خطيرة لدورتموند أمام المرمى.

وبعدها بخمس دقائق تبادل دوكو وهالاند الكرة، التي انتهت بتسديدة ضعيفة من النرويجي أمسكها الحارس بسهولة.

وفي الدقيقة 57 أكد فودين تفوق فريقه، بتسجيل الهدف الثالث إثر تمريرة ذكية داخل منطقة الجزاء، ليراوغ بمهارة ويسدد بدقة بعيدًا عن متناول كوبيل.

وبعدها بست دقائق، تلقى سافينيو تمريرة رائعة من فودين، لكنه أطاح بالكرة فوق العارضة. في المقابل حاول دورتموند تقليص الفارق، بتسديدتين من بيير وأديمي، لكن دوناروما تألق في التصدي لهما.

واستمر الضغط الإنجليزي، غير أن دورتموند استغل كرة ثابتة في الدقيقة 72، ليسجل هدفه الوحيد عبر أنتون، الذي تابع كرة عرضية وسدد من مسافة قريبة في الشباك.

الهدف أعاد قليلًا من الثقة للفريق الألماني الذي حاول التقدم للأمام، وكانت له فرصة محققة في الدقيقة 75 عندما سدد رييرسون الكرة فوق العارضة. بعدها بدقائق، كاد تشوكوويميكا ينفرد بالمرمى إثر خطأ دفاعي، لكن الحارس دوناروما خرج بسرعة كبيرة من منطقته وأنقذ الموقف بانزلاقة مثالية.

وبعد لحظات فقط، كرر الحارس الإيطالي تدخله البطولي بإبعاد محاولة جديدة لدورتموند، ليحافظ على تقدم فريقه بثلاثة أهداف مقابل واحد.

رصاصة الرحمة

ومع دخول الوقت بدل الضائع، حسم مانشستر سيتي اللقاء تمامًا بإضافة الهدف الرابع، عبر البديل ريان شرقي الذي قدّم مجهودًا فرديًا رائعًا على الجهة اليسرى، فتقدّم بالكرة متجاوزًا المدافعين وسددها بقوة، لترتطم بإيمري تشان، وتغيّر اتجاهها قليلًا قبل أن تعانق الشباك.

هذا الفوز عزز ثقة مانشستر سيتي في سعيه لمواصلة الهيمنة الأوروبية، إذ قدّم الفريق أداءً جماعيًا متكاملًا من حيث التنظيم والضغط والسرعة في التحوّل. وكان فودين نجم اللقاء بلا منازع، ليس فقط بثنائيته، بل بحضوره الفني وتأثيره في بناء الهجمات.

أما هالاند فواصل معدله التهديفي المذهل، بتسجيله هدفًا جديدًا ضد فريقه السابق، ليؤكد قدرته على الظهور في المباريات الكبرى. كما أثبت دوكو وسافينيو فاعليتهما الكبيرة على الأطراف بسرعتهما ومهاراتهما العالية، مما جعل دفاع دورتموند يعاني طوال اللقاء.

على الجانب الآخر، لم يظهر الفريق الألماني بالمستوى المنتظر، إذ بدت خطوطه مفككة، خاصة في الشوط الأول الذي شهد تفوقًا كاسحًا للسيتي. ورغم محاولات أنتون وأديمي في الشوط الثاني، فإن الفريق افتقر إلى التنظيم الهجومي اللازم، والقدرة على مجاراة نسق بطل إنجلترا.

بذلك يقترب مانشستر سيتي من التأهل إلى الأدوار الإقصائية، مواصلًا سجله الخالي من الهزائم في البطولة، بينما بات دورتموند بحاجة إلى تحسين نتائجه في الجولات المقبلة للحفاظ على فرصه في الصعود.

وقدم رجال المدرب بيب جوارديولا واحدة من أكثر المباريات اكتمالًا هذا الموسم، حيث جمعوا فيها بين القوة والمرونة، ليؤكد الفريق أنه لا يزال أحد أبرز المرشحين لحصد اللقب الأوروبي.