"\n"
رياضة

جوارديولا: تجربتي مع برشلونة انتهت للأبد

أردني – أكد مدرب مانشستر سيتي، بيب جوارديولا، أن عودته إلى برشلونة لتدريب الفريق الكتالوني باتت مستحيلة، وأن فكرة تولي رئاسة النادي ليست مطروحة أبداً.

وجاءت تصريحات جوارديولا خلال مقابلة أجراها مع إذاعة “راك 1” الإسبانية، حيث تحدث عن مستقبله وعلاقته الدائمة بالنادي الكتالوني.

ويُعد بيب أسطورة حقيقية للنادي، حيث يفتقده الجميع في مدينة برشلونة بعد مرحلة مثمرة للغاية سواء كلاعب أو كمدرب.

لقد صنع جوارديولا تاريخاً كبيراً كمدرب مع برشلونة، محققاً 3 ألقاب للدوري الإسباني (2008-09، 2009-10، 2010-11)، و2 كأس ملك إسبانيا، و3 كأس السوبر الإسباني، و2 دوري أبطال أوروبا (2009 و2011)، و2 كأس السوبر الأوروبي، و2 بطولة كأس العالم للأندية، كما فاز بأول “سداسية تاريخية” في كرة القدم.

ولكن في 27 أبريل/نيسان 2012، ودع جوارديولا النادي رسمياً، منهياً بذلك ارتباطه المهني مع برشلونة.

وعلى المستوى العاطفي، بقي جوارديولا مرتبطاً بالنادي سواء من ألمانيا أو من مانشستر، حيث يدرب حالياً.

مع مرور السنوات، أغلق جوارديولا الباب تدريجياً أمام العودة إلى برشلونة، حيث إنه في نوفمبر 2022، خلال حفل “جالا النجوم” للاتحاد الكتالوني لكرة القدم، قال: “إذا حان يوم لنلتقي مجدداً، فسيكون ذلك بشكل طبيعي وبدون إجبار. لو كنت أعتقد حقاً أنني لا غنى عني، لكنت عدت، لكن هذا ليس الحال. رحلت وواصل برشلونة الفوز. هذه مراحل، وهذه عمليات… هذا كل شيء”.

وفي عام 2024، كرر جوارديولا نفس الموقف في حدث تابع لمؤسسة “جوارديولا سالا”، قائلا: “الباب لتدريب برشلونة مغلق… لقد كبرنا الآن. أمضيت 14 عاماً خارج برشلونة، ولست مشتبهاً في أي شيء بهذا الخصوص”.

وبعد عام، كان بيب أكثر وضوحاً وحسمًا، قائلا: “انتهى الأمر. انتهى للأبد. كانت تجربة جميلة، لكنها انتهت”.

وعن احتمال أن يصبح رئيساً للنادي، قال جوارديولا: “برشلونة فريد من نوعه في هذا الأمر، لأن كل شخص يقول رأيه. فقط من هم داخل النادي يجب أن يلتفتوا للضوضاء المحيطة. لهذا السبب هو النادي الأكبر في العالم والأكثر خصوصية: لأن الجميع يريد الترشح؛ ولهذا يمكننا القيام بذلك”.

وأضاف المدرب الإسباني ضاحكاً: “أنا لا أرفض برشلونة. دائماً أنت تنتمي اللي المكان الذي بدأت فيه. لكن تواجدي في المقصورة مع ربطة عنق؟ لا، لا أرى نفسي هناك”.

بيب جوارديولا.. من لاعب أسطوري إلى مدرب عالمي

بيب جوارديولا، أحد أبرز الشخصيات في تاريخ كرة القدم الحديثة، وُلد في 18 يناير 1971 في مدينة سانتبيدور بإقليم كتالونيا الإسباني. بدأ مسيرته الكروية في أكاديمية شباب نادي برشلونة، حيث تدرج في الفئات العمرية حتى وصل إلى الفريق الأول في موسم 1990-1991 تحت إشراف المدرب يوهان كرويف، الذي شكّل تأثيراً كبيراً على فلسفته الكروية لاحقاً.

كلاعب، كان جوارديولا يُعرف برؤيته الاستثنائية للملعب وقدرته على التحكم بالإيقاع وسط الميدان. لعب في مركز لاعب الوسط الدفاعي، وكان بمثابة عقل الفريق، حيث ساهم في بناء الهجمات وتنظيم خطوط الفريق. مع برشلونة، حصد بيب العديد من البطولات، أبرزها الدوري الإسباني وكأس الملك الإسباني، كما كان جزءاً من فريق الأحلام الذي حقق أول لقب لدوري أبطال أوروبا للنادي في عام 1992. كما مثل المنتخب الإسباني، وشارك في بطولة كأس العالم 1994، مسجلاً حضوره الدولي بثقة واحترافية.

بعد انتهاء مسيرته كلاعب، انتقل جوارديولا إلى التدريب، حيث بدأ مسيرته مع الفريق الثاني لبرشلونة عام 2007. سرعان ما أثبت أنه يمتلك موهبة غير عادية في إدارة الفرق وتطوير فلسفة لعب متقدمة. في 2008، تولى تدريب الفريق الأول، وبدأ حقبة ذهبية في تاريخ النادي. خلال 4 مواسم فقط (2008-2012)، قاد الفريق للفوز بـ14 لقباً، أبرزها 3 ألقاب دوري إسباني متتالية، و2 دوري أبطال أوروبا (2009 و2011)، و2 كأس السوبر الأوروبي، و2 كأس العالم للأندية، بالإضافة إلى 3 كؤوس سوبر إسبانية. ويُعد تحقيقه “السداسية” في عام 2009 (الدوري الإسباني، كأس الملك، دوري أبطال أوروبا، كأس السوبر الإسباني، السوبر الأوروبي، وكأس العالم للأندية) إنجازاً تاريخياً لم يتحقق من قبل في كرة القدم.

بعد مغادرته برشلونة، بدأ جوارديولا تجربة تدريبية دولية متميزة. انتقل إلى بايرن ميونيخ الألماني (2013-2016)، حيث واصل فرض فلسفة اللعب الاستحواذي والسيطرة على الكرة، وحقق 3 ألقاب دوري ألماني، وكأس ألمانيا، وسوبر ألمانيا، مع فريق يعتبر من أقوى الأندية الأوروبية.

وفي 2016، تولى تدريب مانشستر سيتي الإنجليزي، حيث ساهم في تحويل الفريق إلى أحد أبرز القوى الكروية في أوروبا. خلال 8 مواسم حتى الآن، قاد الفريق للفوز بالعديد من ألقاب الدوري الإنجليزي الممتاز، وكأس الاتحاد الإنجليزي، وكأس الرابطة، ودوري أبطال أوروبا، ما جعله أنجح مدرب في تاريخ النادي الإنجليزي.

تتميز فلسفة جوارديولا بالسيطرة على الكرة، والضغط العالي، وبناء الهجمات من الخلف، والاهتمام الكبير بالجانب التكتيكي. كما يُعرف بقدرته على تطوير اللاعبين وتحقيق أقصى إمكاناتهم، سواء على مستوى فرق الشباب أو النجوم الكبار.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى