دون صلاح.. ليفربول يتنفس الصعداء بفوزه أمام وست هام

انطلقت المباراة سريعًا دون فترة جس نبض، وظهر ليفربول الذي أبقى على نجمه المصري محمد صلاح بديلا، أكثر جرأةً في الأمام بقيادة الثلاثي فيرتز وجاكبو وإيزاك.

وجاء الإنذار الأول بعد 4 دقائق فقط، حين وجد إيزاك نفسه في مساحة خطيرة إثر تمريرة مميّزة من فيرتز، لكنه سدد كرة عشوائية فوق المدرجات، مهددًا بإحراج فريقه لو كانت وست هام أكثر فعالية في المرتدات.

في الدقيقة 11، اندفع وان-بيساكا إلى الأمام ولعب كرة عرضية قوية تسببّت في اصطدام أليسون بجوميز أثناء محاولة الإبعاد، ليطلب بعدها الحارس البرازيلي العلاج قبل أن يستأنف اللعب بشكل طبيعي.

كان فيرتز اللاعب الأكثر تأثيرًا على أرض الملعب، صانعا عدة فرص محققة، أبرزها في الدقيقة 16 بعد كرة مقوسة ذكية داخل المنطقة فشل إيزاك في قراءتها، قبل أن يلوّح فان دايك بخطورة رأسية مرت فوق العارضة.

الدقيقة 18 حملت أخطر فرص وست هام، حين مرّر فيرنانديز كرة دقيقة لويلسون الذي تسلّل خلف دفاع ليفربول، لكن تسديدته ارتطمت بكوناتي وخرجت إلى ركنية.

وجاءت الفرصة الأخطر في الدقيقة 21 عندما أرسل جوميز عرضية مميزة حولها جاكبو بالرأس، لتصل إلى إيزاك الذي حاول التصويب من مسافة ست ياردات، إلا أن أريولا تألّق بردة فعل استثنائية وأنقذ مرماه من هدف محقق.

واصل ليفربول ضغطه، ومع ذلك حصل على صدمة تحكيمية في الدقيقة 24 بعد تجاهل حكم المباراة لعرقلة واضحة على جرافنبيرش على حدود منطقة الجزاء، وسط اعتراضات كبيرة من لاعبي “الريدز”.

وعاد إيزاك ليهدر فرصة خطيرة في الدقيقة 27 بعدما تلاعب بدفاع وست هام وانطلق داخل المنطقة، لكنه قرر العودة للخلف بدل التسديد المباشر، ليخسر الكرة وسط استغراب زملائه.

وفي الدقيقة 30، تابع ماك أليستر كرة مرتدة من دفاع وست هام وسدد من بعيد، لكن محاولته جاءت ضعيفة في متناول أريولا.

وأثار ويلسون أزمة صغيرة في الدقيقة 38 عندما رفع ذراعه أثناء التحام مع فان دايك وأصابه في رقبته، لكن الحكم اكتفى باحتساب خطأ دون أي عقوبة إضافية.

الدقيقة 39 شهدت واحدة من أسهل فرص المباراة؛ جاكبو استلم كرة طويلة ونجح في السيطرة عليها قبل أن يهيئها لفيرتز داخل المنطقة، لكن الأخير سدد كرة ضعيفة جداً بين أحضان حارس وست هام، لتضيع فرصة أخرى كانت كفيلة بتغيير سيناريو المباراة مبكرا.

بعد الاستراحة، واصل ليفربول بحثه عن هدف التقدم، لكن جاكبو أضاع فرصة غريبة في الدقيقة 50 بعدما تقدّم بالكرة داخل منطقة الجزاء ثم أطلق تسديدة “كارثية” ذهبت بعيدا جدا عن المرمى، وأثارت دهشة جماهير “الريدز”.

رد وست هام بمحاولة فردية من باكيتا في الدقيقة 59 عندما رفع الكرة فوق ماك أليستر ثم سدد من مسافة 35 ياردة، لكنها مرت بجوار القائم.

وفي الدقيقة 60، جاءت اللحظة التي انتظرها ليفربول طوال ساعة كاملة، حيث انطلق جاكبو من الجهة اليسرى في مساحة رائعة، قبل أن يرسل كرة عرضية ذكية إلى الخلف وصلت إلى إيزاك، الذي استقبلها بثقة وسدد “بدقة تامة” داخل الشباك، معلنا عن أول أهدافه في الدوري منذ انتقاله إلى الفريق.

هدف مهم على المستوى الشخصي للنجم السويدي، وأهم على مستوى الفريق ومدربه آرني سلوت، الذي كان بحاجة لانتصار يعيد بعض التوازن بعد الاهتزازات الأخيرة.

بعد الهدف، حاول وست هام العودة للمباراة عبر الأطراف والكرات العرضية، لكن ليفربول ظل الأكثر تنظيما. ورغم النقص الهجومي لأصحاب الأرض، إلا أنهم احتفظوا بفرصة تعديل النتيجة حتى الدقائق الأخيرة.

في الدقيقة 76، اقترب ليفربول من قتل المباراة عندما تبادل كورتيس جونز وهوجو إكيتيكي الكرة بإيقاع سريع، قبل أن يطلق الأخير تسديدة قوية من مسافة 22 ياردة مرت بجوار القائم بقليل، في محاولة كانت لتصبح الهدف الثاني.

وبالدقيقة 80، ظن وست هام أنه اقترب من التعادل حين وصلت الكرة إلى باكيتا الذي أرسل عرضية رائعة إلى فولكروج، فحوّلها الأخير بلمسة ذكية باتجاه المرمى لكنها خرجت بجوار القائم. إلا أن فرحة أصحاب الأرض لم تكتمل، بعدما رفع الحكم الراية ليعلن أن باكيتا كان متسللًا بفارق واضح بلغ نحو مترين.

في الدقيقة 84، شهدت المباراة لحظة درامية بعد أن فقد البرازيلي لوكاس باكيتا أعصابه تمامًا. فبعد حصوله على بطاقة صفراء أولى بسبب الاحتجاج المتكرر، دعا الحكم قائد الفريق جارود بوين لتحذير زميله من الاستمرار في الاعتراض.

لكن باكيتا تجاهل التحذيرات وواصل الصراخ والاعتراض بشكل عنيف، لينال البطاقة الصفراء الثانية ثم الحمراء المباشرة بعدها بلحظات، في مشهد مثير للجدل دمّر ما تبقى لوست هام من أمل في العودة.

واستغل ليفربول في الوقت بل الضائع تقدم وست هام بكل خطوطه وتركه لمساحات واسعة بالخلف، لينطلق جوميز ويرسل كرة قوية إلى داخل المنطقة، فاستلم جاكبو الكرة على صدره، ثم أطلق تسديدة لا تُرد مرّت من أريولا واستقرت في الشباك، معلنة ارتياح الجميع داخل صفوف ليفربول.