من ملك الآنفيلد لمقاعد البدلاء.. هل انتهى عصر محمد صلاح في ليفربول؟

أردني – في 15 أغسطس/أب الماضي، انطلق الموسم الحالي من الدوري الإنجليزي، وسط ترقب كبير لما سيقدمه ليفربول ونجومه الجدد والقدامى وعلى رأسهم المصري محمد صلاح.
لكن أحدا لم يكن ليتخيل وقتها أن اللاعب المتوج بجائزتي الهداف وأفضل لاعب في البريميرليج في الموسم السابق، سيقدم مستوى غير مسبوق في مسيرته مع ليفربول.
وقدم صلاح مستوى استثنائيا في الموسم الماضي، حيث سجل 34 هدفا وصنع 23 في 52 مباراة بكل البطولات، ونال جائزة هداف البريميرليج بعدما أحرز 29 هدفا في 38 مباراة علما بأنه صنع 18 هدفا في الدوري الإنجليزي.
تراجع مفاجئ
لكن الموسم الحالي شهد تراجعا كبيرا في مستوى محمد صلاح، فخلال 18 مباراة بكل البطولات لم يسجل سوى 5 أهداف وقدم 3 تمريرات حاسمة.
ولم يكن التراجع على مستوى الأهداف فقط، فالنجم المصري فقد خطورته وقدرته على الاختراق والانطلاقات السريعة، وإنهاء الهجمات بصورة مميزة.
وظهر صلاح في الكثير من المباريات بدون حماس، ولم يعد يقاتل على الكرة سواء حال استحواذه عليها، أو محاولة استعادتها من الخصم.

أرقام ضعيفة
ووفقا لموقع “سوفا سكور” العالمي، فإن التقييم العام لمحمد صلاح في البريميرليج تراجع عن الموسم الماضي بشكل واضح، في إشارة إلى المردود الضعيف الذي يقدمه هذا الموسم.
في الموسم الماضي منح “سوفا سكور”، محمد صلاح تقييما عاما بمتوسط وصل إلى 7.78 درجة من 10 درجات، على عكس الموسم الحالي الذي وصل فيه تقييمه العام حتى الآن إلى متوسط 6.68 درجة.
وبدأ صلاح الموسم الحالي بالحصول على تقييم 8.4 درجة في مباراة بورنموث التي سجل فيها هدفا، لكن النجم المصري دخل في مرحلة صعبة بعد ذلك حيث تراوح تقييمه بين 5.9 و7 درجات فقط، باستثناء مواجهة أستون فيلا التي نال فيها 8.1 درجة.
كما كشف الموقع العالمي أن صلاح لم يسدد هذا الموسم على المرمى خلال 18 مباراة بكل البطولات إلا 16 مرة بمعدل أقل من تسديدة واحدة في كل مباراة.
وأضاع صلاح 10 فرص خطيرة، وهي إحصائية توضح فقدان اللاعب المصري لميزة إنهاء الهجمات بشكل مميز أمام المرمى.
هجوم الأساطير
مع النتائج الكارثية لليفربول هذا الموسم، اتجهت أصابع الاتهام إلى اللاعبين الكبار وعلى رأسهم محمد صلاح، الذي كان فريسة سهلة لهجوم عدد من الأساطير عليه.
وطالب واين روني، نجم مانشستر يونايتد السابق، آرني سلوت، مدرب ليفربول، باستبعاد صلاح من التشكيلة الأساسية، في محاولة لإعادة الفريق إلى الانتصارات.
وقال جيمي كاراجر، مدافع ليفربول السابق، بعد الهزيمة القاسية أمام آيندهوفن 4 ـ 1 في دوري الأبطال: “فيرجيل فان دايك وصلاح وحارس المرمى أليسون بيكر لم يعودوا قادرين على حمل الفريق كما فعلوا في السابق”.
وأضاف “شرارة نهضة ليفربول في 2018 مع يورجن كلوب كانت بفضل أليسون وفان دايك وصلاح. الآن أليسون يتعرض لإصابات كثيرة ولا يشارك كثيرا. فان دايك لم يعد كما كان، وصلاح يبدو وكأن قوته البدنية تراجعت”.
وحث النجم الألماني السابق ديدي هامان، المدرب آرني سلوت، على استبعاد محمد صلاح من التشكيلة الأساسية، واصفا أداء اللاعب المصري “بالمخزي”.

بديل بعد غياب طويل
ويبدو أن سلوت استمع لمطالب منتقدي صلاح خلال الفترة الأخيرة، حيث استبعده من التشكيلة الأساسية للقاء وست هام بالدوري الإنجليزي، ولم يستعن به في تلك المواجهة التي انتهت بفوز الريدز 2 ـ0.
وكانت آخر مرة جلس فيها صلاح بديلا في بطولة الدوري الإنجليزي الممتاز أمام وست هام أيضا ضمن مباريات الجولة 35 لموسم 2023-2024، في لقاء أقيم يوم 27 أبريل/نيسان 2024 أي منذ 582 يوما.
كما كانت هذه هي المرة الثالثة في الموسم الحالي التي يتواجد فيها صلاح بديلا بعد لقاء أمام جالطة سراي وآينتراخت فرانكفورت في دوري أبطال أوروبا وخسر ليفربول في الأولى بهدف نظيف، لكنه سحق منافسه في الثانية 5 ـ1.
ويبدو أن صلاح سيواجه صعوبة في استعادة مكانه بالتشكيلة الأساسية مع تطور مستوى الفريق في غيابه.

أنباء الرحيل إلى السعودية
مع كل ما مر به صلاح خلال الفترة الأخيرة، تجددت أنباء اقتراب رحيل اللاعب المصري عن ليفربول، في ظل الاهتمام السعودي به.
وما زاد من تلك الأنباء، التقارير التي تحدثت عن رغبة ليفربول في ضم البرتغالي فيتينيا، نجم سان جيرمان خلال الميركاتو الشتوي المقبل، ليسبق الأندية الأخرى الساعية للفوز بالصفقة في الصيف القادم.
وذكرت شبكة “فوتبول إنسايدر” أن ليفربول قد يضطر لبيع صلاح إلى أحد أندية السعودية، في ظل اهتمام أندية المملكة بضمه، وذلك للحصول على مبلغ مالي كبير يستخدمه لإغراء باريس ببيع فيتينيا.



