"\n"
مقالات

مدينة عمرة .. أبعاد اقتصادية واجتماعية وتنموية

ينال البرماوي

يزاوج مشروع مدينة عمرة ما بين الأبعاد التنموية والاقتصادية والاجتماعية من خلال مسارات العمل التي تم الاعلان عنها السبت الماضي والتي تعكس رؤية شمولية أخذت وقتا من التفكير والاعداد والدراسات اللازمة والتشاور الى أن تم وضع مستهدفات واضحة وفق برنامج تنفيذي يراعي الأولويات وأكثرها تعزيزا لنجاج هذه الخطوة الاستراتيجية التي يجري الحديث عنها منذ أكثر من 8 سنوات .

مشروع المدينة انتقل من مرحلة الفكرة الى المخططات العملية للتنفيذ وضمن أعمال متدرجة تشكل النواة الأساسية لنجاحة واستيعاب الزيادة السكانية بخاصة في محافظتي العاصمة والزرقاء بما يخفف الضغوط عليهما خلال السنوات المقبلة واستقطاب المشاريع الاستثمارية المختلفة التي تحتاجها المنطقة والباحثة عن فرص اقتصادية واعدة للاستفادة من الأسواق المحلية والخارجية .

إقامة مدينة رياضية متكاملة وبطاقة استيعابية تبلغ 50 ألف شخص وتخصيص أراض استثمارية لغايات انشاء مركز دولي للمعارض والمؤتمرات ومشاريع خدمية وانتاجية وحديقة بمساحة ألف دونم وغيرها سيعزز فرص نجاح المشروع وزيادة جاذبيته للسكان من مختلف مناطق المملكة وامكانية تخصيص مساحات واسعة لأغراض سكنية سيما وأن الأراضي مملوكة للدولة ويسهل توجيه بعض المساحات لمساعدة فئات محددة لبناء المساكن كموظفي القطاع العام والعسكريين والمتقاعدين والجمعيات الاسكانية التعاونية وغيرها ضمن ضوابط وشروط واضحة .

المدينة ذكية وخضراء من أهم مرتكزات العمل لانشائها حيث يسهل اجراءا التقسيمات والمساحات والبنى التحية والمخططات بكل أريحية قبل التنفيذ ما يجعلها أكثر تنظيما وترتيبا من المدن القائمة أصلا والتي تعاني من العشوائية والضغوط الكبيرة على البنى التحية و الخدمات الأساسية مثل الطاقة والمياه والنقل والكثافة السكانية وغيرها .

كما يجسد الاعلان عن « مدينة عمرة» النهج المؤسسة المطلوب والضروري في العمل الحكومي بالبناء على الانجازات السابقة واستكمال المبادرات والمشاريع السابقة وليس البدء من حيث تأتي حكومة جديدة .. أي مشروع يبدأ بفكرة أو مقترح يتحول بعد فترة الى مكون تنموي شامل يخدم المواطن ويدعم الجهود التنموية الهادفة الى تحسين الاقتصاد ومستويات المعيشة وتجويد الخدمات .

التخطيط المتوسط وبعيد المدى أساس تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة والحد من الفقر والبطالة وتوفير حياة أفضل للمواطنين واستيعاب الزيادة السكانية الطبيعية والطارئة وخاصة وقت الأزمات التي تعاني منها بعض البلدان والأردن دائما الملاذ لاستقبال الباحثن عن الأمن والاستقرار .

“الدستور”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى