"\n"
رئيسيمحليات

جمعية إنتاج: الأردن يمتلك مقومات مهمة تؤهله للتقدم بمجال المدن الذكية

جمعية إنتاج: المدن الأردنية أمامها فرصة لتسريع التحول الحضري الذكي خصوصاً في المدن ذات الكثافة السكانية

جمعية إنتاج: عمّان في المرتبة 127 من أصل 146 في مؤشر IMD للمدن الذكية لعام 2025

جمعية إنتاج: نسبة انتشار الإنترنت في الأردن بلغت مطلع 2025 نحو 92.5% بواقع 10.7 ملايين مستخدم

جمعية إنتاج: بلغ عدد مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي 6.45 ملايين بنسبة 55.7% من السكان

جمعية إنتاج: : نجاح عمّان والعقبة في أن تكونا نموذجين للمدن الذكية في المنطقة يعتمد على شراكة حقيقية تجمع الحكومة والقطاع الخاص

أردني – أكدت ورقة تقدير موقف أن المدن الأردنية أمامها فرصة لتسريع التحول الحضري الذكي، خصوصاً في ظل مشهد حضري تتوزع فيه الكثافة السكانية بنسبة 42% في عمّان و19% في إربد و14% في الزرقاء و3% في العقبة، مع توقعات بوصول عدد السكان في منتصف 2025 إلى قرابة 11,520,684 نسمة وفق موقع “وورلد ميتر”، بينما تشير الساعة السكانية في دائرة الإحصاءات العامة إلى أن العدد تجاوز 11.8 مليون نسمة في آب 2025، بمعدل نمو سنوي يبلغ 1.63%، حيث يشكّل الشباب دون سن الخامسة والعشرين نصف عدد السكان، مما يعزز الطلب على الخدمات الذكية.

جاء ذلك في ورقة تقدير موقف أصدرتها جمعية شركات تقنية المعلومات والاتصالات “إنتاج”، حول تطوير المدن الذكية في الأردن، أعدّتها بالتعاون مع المختص مازن جمعة، وقد جاءت لتقدّم رؤية وطنية شاملة تربط بين السياسات والبنية التحتية اللازمة للتحول الحضري الذكي، مع التركيز على مدينتي عمّان والعقبة كنموذجين لترجمة هذا التحول بما يتوافق مع احتياجات الأردن وواقعه الاجتماعي والاقتصادي والعمراني.

وتعتمد الورقة على نهج يجمع بين البحث المكتبي والمقارنات العالمية والمشاورات مع أصحاب المصلحة، إضافة إلى تحليل دراسات حالة لمدن مثل أنقرة وكوالالمبور وجدة ولشبونة، بهدف صياغة إطار عملي قابل للتطبيق في الأردن.

وخلصت ورقة الموقف إلى أن الأردن يمتلك مقومات مهمة تؤهله للتقدم في مجال المدن الذكية، خاصة مع وجود 10.7 ملايين مستخدم للإنترنت، و6.45 ملايين مستخدم لوسائل التواصل، وانتشار يصل إلى 92.5%، وتغطية اتصالات تبلغ 99%، ونمو متسارع في شركات التكنولوجيا التي تضم 540 شركة ناشئة، إلى جانب سوق بيانات مرشح للوصول إلى 166 مليون دولار.

وأشارت الورقة إلى أن المدن الأردنية أمامها فرصة لتسريع التحول الحضري الذكي، خصوصاً في ظل مشهد حضري تتوزع فيه الكثافة السكانية بنسبة 42% في عمّان و19% في إربد و14% في الزرقاء و3% في العقبة، مع توقعات بوصول عدد السكان في منتصف 2025 إلى قرابة 11,520,684 نسمة وفق موقع “وورلد ميتر”، بينما تشير الساعة السكانية في دائرة الإحصاءات العامة إلى أن العدد تجاوز 11.8 مليون نسمة في آب 2025، بمعدل نمو سنوي يبلغ 1.63%، حيث يشكّل الشباب دون سن الخامسة والعشرين نصف عدد السكان، مما يعزز الطلب على الخدمات الذكية.

انتشار الإنترنت

وتبرز الورقة أن نسبة انتشار الإنترنت في الأردن بلغت مطلع 2025 قرابة 92.5% بواقع 10.7 ملايين مستخدم، فيما بلغ عدد مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي 6.45 ملايين بنسبة 55.7% من السكان، وبمعدل نمو سنوي يصل إلى 1.1% وبزيادة 70 ألف مستخدم عن العام السابق، في حين تغطي خدمات الاتصالات 99% من سكان المملكة، وتعتمد 44% من اشتراكات الإنترنت على شبكات الجيلين الثالث والرابع، بينما يتوافر الإنترنت في 95% من المنازل، ويستخدم أكثر من 90% من المواطنين الهواتف المحمولة للوصول إلى الشبكة.

الأردن يضم أكثر من 450 شركة ناشئة

وفي جانب النمو الاقتصادي الرقمي، أشارت الورقة إلى أن الأردن يضم أكثر من 450 شركة ناشئة حصلت في عام 2024 على 4% من إجمالي الاستثمارات الإقليمية، فيما يتوقع أن يصل حجم سوق مراكز البيانات إلى 166 مليون دولار في عام 2025، بمعدل نمو سنوي يقدّر بـ6.91% بين 2025 و2030، وهو ما يعكس توسعاً متزايداً في البنية التحتية الرقمية.

وتعالج الورقة فجوات البنية التحتية من خلال تحليل وضع الطاقة والمياه، حيث يستورد الأردن 96% من احتياجاته من الطاقة، فيما تجاوزت مساهمة الطاقة الشمسية 20% من مزيج الطاقة الوطني، بينما لا يتجاوز نصيب الفرد من المياه 100 متر مكعب سنوياً.

وتعتبر الورقة أن هذه التحديات تبرز الحاجة إلى حلول ذكية لإدارة الموارد الطبيعية وتعزيز المرونة الحضرية.

وفي تقييم موقع الأردن عالمياً، أشارت الورقة إلى أن عمّان جاءت في المرتبة 127 من أصل 146 في مؤشر IMD للمدن الذكية لعام 2025، وفي المرتبة 144 من أصل 183 في مؤشر IESE لعام 2025، وفي المرتبة 92 من أصل 156 في مؤشر Kearney لعام 2024.

وتظهر الورقة الحاجة إلى استراتيجية أكثر تكاملاً في مجالات الحوكمة الرقمية والبنية التحتية والخدمات الذكية.

وتطرح الورقة نموذجاً مقترحاً للحل يستند إلى رؤية استراتيجية وهياكل تنفيذية واضحة، ويشمل إنشاء المجلس الوطني الأردني للمدن الذكية (JNSCC) بوصفه الجهة الوطنية العليا لتوحيد الجهود والإشراف على منظومة المدينة الذكية التي تجمع بين الإنسان والأعمال والخدمات الرقمية والبيانات والبنية التحتية، إلى جانب مفاهيم جودة الحياة والتنمية المستدامة والابتكار والخصوصية والمرونة.

وأكدت الورقة أن هذا النموذج يعطي أهمية بناء شراكات تمويلية مبتكرة بين الحكومة والقطاع الخاص وصناديق الاستثمار الدولية، وردم فجوات الشمول الرقمي عبر برامج واسعة للتوعية وبناء القدرات، مع تسريع تبني التقنيات الناشئة في الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء وحوكمة البيانات، ودمج الاستدامة في مشاريع النقل والطاقة وإدارة الموارد.

وتتضمن التوصيات الداعمة لهذا التحول إصدار قانون وطني للمدن الذكية، وتعزيز البنية التحتية الرقمية عالية السرعة في جميع المحافظات، وإدراج المدن الكبرى مثل إربد والزرقاء والعقبة في المؤشرات الدولية من خلال مواءمة البيانات الحضرية مع المعايير العالمية، وإطلاق مبادرات للوعي المجتمعي والشمول الرقمي بالشراكة مع المؤسسات التعليمية والإعلامية، وتدريب موظفي القطاع العام على أدوات إدارة المدن الذكية، واستكمال المشاريع التجريبية في عمّان والعقبة بدعم تمويلي وتقني من القطاع الخاص وشركاء التنمية، إضافة إلى دعم المشاريع الخضراء التي تعزز البعد البيئي، وإنشاء حاضنات ومسرّعات متخصصة في الحلول الذكية.

وأكدت الورقة أن نجاح هذا النموذج يعتمد على تعزيز الشراكات بين رئاسة الوزراء ووزارة الاقتصاد الرقمي والريادة ووزارة الإدارة المحلية وأمانة عمان وسلطة العقبة الاقتصادية الخاصة، إلى جانب شركات الاتصالات ومزودي التكنولوجيا والمؤسسات المالية.

وقالت الورقة إن رئاسة الوزراء تمثل المظلة الاستراتيجية لتنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي 2033، بينما تقود وزارة الاقتصاد الرقمي مسار التحول الرقمي الوطني، وتتولى وزارة الإدارة المحلية تمكين البلديات من تبني الحلول الذكية، فيما تنفذ أمانة عمان مشاريع النقل الذكي والخدمات الرقمية، وتعمل سلطة العقبة على بناء نموذج حضري متطور قائم على التكنولوجيا والاستدامة.

وترى الورقة أن تحويل هذه المقومات إلى واقع عملي يتطلب تبني نهج وطني موحد، واستثمارات موجهة، وسياسات تشاركية تضمن تحقيق نقلة نوعية في جودة الحياة وتعزيز تنافسية الأردن على المستويين الإقليمي والعالمي.

وتعليقا على النتائج، قال رئيس هيئة المديرين في جمعية إنتاج، فادي قطيشات، إن ورقة الموقف التي أعدّتها الجمعية حول تطوير المدن الذكية في الأردن تمثل خطوة وطنية في توقيت دقيق، لأنها تستند إلى أدلة واضحة وبيانات رقمية تؤكد أن المملكة أصبحت أمام ضرورة تتطلب تسريعا في التحول الحضري الذكي.

وشدد على أن التجارب العالمية تظهر بوضوح أن الاستثمار الموجّه في البيانات والذكاء الاصطناعي وحلول النقل والطاقة الذكية قادر على إحداث نقلة نوعية في جودة الحياة وجاذبية المدن.

وبيّن أن جمعية إنتاج تقترح عبر هذه الورقة نموذجاً عملياً يبدأ بتوحيد القيادة المؤسسية من خلال إنشاء المجلس الوطني الأردني للمدن الذكية ليكون المرجعية العليا للمشاريع والسياسات، إلى جانب إصدار قانون وطني شامل للمدن الذكية، وتأسيس آليات تمويل مبتكرة بالشراكة مع القطاع الخاص، وإدراج مدن كإربد والزرقاء والعقبة في المؤشرات الدولية، وتوسيع البنية التحتية عالية السرعة، وتعزيز برامج الشمول الرقمي والمبادرات التوعوية، وتطوير القدرات المؤسسية للعاملين في القطاع العام.

وقال قطيشات إن نجاح عمّان والعقبة في أن تكونا نموذجين للمدن الذكية في المنطقة يعتمد على شراكة حقيقية تجمع الحكومة والقطاع الخاص، مضيفاً أن التحول الذكي يصنف أنه تحول اقتصادي وخدمي يمس جودة الحياة والاستثمار والنقل والطاقة وإدارة الموارد.

وأكد أن إنتاج ستواصل دورها في دعم هذا المسار من خلال تقديم الرؤى والمقارنات العالمية والبيانات الموضوعية، والعمل مع جميع الشركاء لتحويل التوصيات إلى خطوات تنفيذية ملموسة تجعل الأردن أكثر تنافسية واستدامة وقدرة على مواكبة التحولات العالمية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى