رياضة

آلة تضخيم إعلامية.. عندما يخدع الإنجليز أنديتهم بتقديرات خاطئة

أردني – كشفت متابعات سوق انتقالات اللاعبين في أندية الدوري الإنجليزي الممتاز، تصاعدا مستمرا في أسعار اللاعبين البريطانيين، بشكل يدعو للاستغراب، عند مقارنتهم بأجانب أصحاب إنتاجية أكبر.

وعلى مدار السنوات الماضية، اشترت أندية البريميرليج خدمات العديد من اللاعبين المحليين الذين لم يحققوا الفائدة المرجوة، رغم الهالة الإعلامية الضخمة التي رافقت انتقالهم.

ويتساءل البعض عن السبب وراء تضخم أسعار اللاعبين الإنجليز، خصوصا أن كثيرين منهم لم يسبق لهم أن فازوا بالألقاب طوال مسيراتهم، فيما يتعامل الإعلام مع المحليين باعتبارهم إرث طني، رغم أن لاعبين آخرين يمكنهم تحقيق الفائدة المرجوة بشكل أسرع.

دور الإعلام

بدأ الإعلام الإنجليزي يمجد اللاعبين المحليين على حساب الأجانب أوائل القرن الحالي، عندما كانت سطوة اللاعب الأوروبي تحديدا واضحة، وهو ما أثار حفيظة المتابعين والنقاد.

في ذلك، الوقت كان المدافع ريو فرديناند يشق طريقه إلى عالم النجومية مع ليدز يونايتد، ليخطف مانشستر يونايتد خدماته مقابل 30 مليون جنيه إسترليني، وأصبح وقتها أغلى مدافع في العالم.

ريو فيرديناند وكريستيانو رونالدو

لكن فرديناند، ورغم اعتراف النقاد ببراعته الدفاعية عندما كان في أفضل لحظات مسيرته، استفاد كثيرا من اللعب إلى جانب العديد من المدافعين المميزين.

ويعد أبرزهم الصربي نيمانيا فيديتش، فلم يصل المدافع إلى وقت يمكننا فيه تسميته كأحد أفضل اللاعبين في العالم، رغم تحقيق العديد من الألقاب مع يونايتد تحت قيادة السير أليكس فيرجسون.

تضخيم متواصل

واصل الإعلام المبالغة في تقدير اللاعبين الإنجليزي، فاشترى ليفربول خدمات المهاجم الإنجليزي العملاق أندي كارول في يناير/كانون الثاني العام 2011، مقابل 35 مليون جنيه إسترليني.

وفي الفترة ذاتها، حصل “الريدز” على خدمات النجم الأوروجوياني لويس سواريز مقابل 22.8 مليون جنيه استرليني، فكانت المحصلة أن تحول الثاني إلى أسطورة في النادي، في وقت لم يرتق فيه الأول إطلاقا لحجم التوقعات.

لكن، الأسعار وصلت إلى حد غير مقبول في السنوات القليلة الماضية، وعلى سبيل المثال، ما يزال هاري ماجوير يعتبر الصفقة الأعلى في تاريخ المدافعين الإنجليز.

وكان ماجواير قد انتقل إلى مانشستر يونايتد مقابل 80 مليون جنيه إسترليني، ليتحول بعد سنوات قليلة إلى مادة ساخرة بسبب الأخطاء الساذجة.

ماجواير

ووصل الأمر إلى بلوغ حاجز الـ50 مليون جنيه إسترليني، مقابل الحصول على خدمات لاعبين لا توجد لديهم خبرة اللاعب في المناسبات الكبيرة، مثل ظهير آرسنال بن وايت، وظهير مانشستر يونايتد أرون وان بيساكا.

ودفع مانشستر سيتي 100 مليون جنيه إسترليني للتعاقد مع قائد أستون فيلا جاك جريليش الذي لا يعتبر أساسيا في تشكيلة المدرب بيب جوارديولا، فيما كلف انتقال ديكلان رايس من وست هام إلى آرسنال 105 ملايين جنيه إسترليني العام الماضي.

حالات نادرة

يقدر الإعلام خارج إنجلترا قيمة اللاعبين الإنجليز بطريقة منطقية، فكان بديهيا أن يدفع بايرن ميونخ 100 مليون جنيه إسترليني للحصول على خدمات هداف توتنهام هاري كين.

ويعتبر جود بلينيجهام أغلى لاعب إنجليزي في التاريخ بقيمة 115 مليون جنيه إسترليني، دفعها ريال مدريد لصالح بوروسيا دورتموند.

وحقق كين وبيلينجهام النجاح المتوقع على الصعيد الفردي مع باير وريال، ولكن الثاني نجح في نيل لقبي الدوري الإسباني دوري أبطال أوروبا.

يأتي ذلك في وقت واصل فيه جادون سانشو تدهوره مع مانشستر يونايتد، بعدما كلف يونايتد 73 مليون جنيه إسترليني لضمه، دون أن يحقق أي فائدة منه، لتتم إعارته إلى دورتموند ثم تشيلسي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى