المعاناة مستمرة.. ملاعب أمريكا تتحسر على سحر البرازيل
أردني – واصلت البرازيل نتائجها الباهتة في البطولات الكبرى في السنوات الأخيرة، بتوديع كوبا أمريكا المقامة في الولايات المتحدة الأمريكية، من محطة ربع النهائي، بعد السقوط بركلات الترجيح أمام أوروجواي.
جفاف غير معهود
يعود آخر تتويج للبرازيل بالألقاب إلى كوبا أمريكا 2019 التي استضافتها على أرضها، والآن أول فرصة مقبلة للفوز بالألقاب ستكون في مونديال 2026 أي سيكون الفارق الزمني إن توجت البرازيل باللقب حينها هو 7 سنوات، وهو أطول فارق زمني بين لقبين منذ فترة طويلة للبرازيل وهو أمر غير معهود بالنسبة للسامبا.
قبل كوبا أمريكا 2019 توجت البرازيل بلقب كأس القارات 2013 أي بفارق 6 سنوات، وقبلها توجت بكأس القارات 2009 أي بفارق 4 سنوات، وكان قبلها كوبا أمريكا 2007 وقبلها كأس القارات 2005 وكوبا أمريكا 2004 وكأس العالم 2002 وكوبا أمريكا 1999 و1997 وكأس القارات 1997 وكأس العالم 1994 وكوبا أمريكا 1989.
وبالتالي لم تعرف البرازيل البقاء دون التتويج بالألقاب لفترة تصل إلى 7 سنوات على الأقل، منذ أن عانت من غياب الألقاب لمدة 19 عامًا بين مونديال 1970 وكوبا أمريكا 1989.
ندرة المواهب
خرج دورفال جونيور مدرب البرازيل بعد مغادرة كوبا أمريكا بتصريح يصيب كل البرازيلين بالخيبة، مؤكدًا افتقار الفريق لرأس حربة في مباراة التوديع أمام أوروجواي.
وعلى مدار تاريخها لم تشتهر البرازيل في كرة القدم بأكثر من إفراز أفضل المواهب الهجومية من الظاهرة رونالدو وروماريو وبيبيتو وأدريانو وغيرهم من أصحاب النزعة الهجومية دون الحاجة للتواجد في مركز المهاجم الصريح مثل رونالدينيو وكاكا وريفالدو وروبينيو وغيرهم من النجوم اللامعة.
ويأتي ذلك التصريح ليؤكد الأزمة الكبيرة التي تمر بها البرازيل حاليًا، فبعيدًا عن فينيسيوس جونيور المثير للجدل، لم يعد المنتخب البرازيلي يضم الأسماء الرنانة التي تخطف الأنظار وتجعل الجماهير تتحرق شوقًا قبل كل مباراة لراقصي السامبا.
سحر مفقود
صرح أسطورة البرازيل رونالدينيو قبل انطلاق كوبا أمريكا هذا العام بأنه لن يرافق منتخب بلاده في البطولة لافتقار الفريق للمتعة والعزيمة والتفاني.
صحيح أن هذا التصريح اتضح بعد ذلك أنه جزء من حملة إعلانية حسبما صرح رونالدينيو، إلا أن الكلمات التي أطلقها نجم برشلونة السابق تبدو منطقية إلى حد كبير.
وتعد تلك الصفات غريبة على المنتخب البرازيلي المعهود عنه المتعة الدائمة في أي بطولة يشارك بها، ويكفي العودة إلى مونديال 1982 الذي يرى الجميع بأن البرازيل لم تخسر كأس العالم بل المونديال هو من خسر البرازيل بعد السحر الذي قدمته في البطولة.
وبدأ ذلك السحر يتلاشى في البطولات الأخيرة، فلم تعد البرازيل بذلك المنتخب الجاذب للأنظار، ويكفي مشاهدة عروضه في آخر 3 مونديالات للتأكد من ذلك.
حسرة أمريكية
لم تكن كرة القدم ذات شعبية جارفة في الولايات المتحدة بالمقارنة بألعاب أخرى مثل كرة السلة وكرة القدم الأمريكية وغيرها، ولكن بدأت الساحرة المستديرة في جذب الاهتمام هناك مع استضافة الأمريكان لمونديال 1994.
وقدمت البرازيل واحدة من أفضل عروضها المونديالية في تلك البطولة بفضل الشراكة الهجومية التاريخية بين الثنائي روماريو وبيبيتو، لتتوج باللقب الرابع في تاريخها والأول منذ 1970.
وبعدها بعامين استمر السحر البرازيلي في الملاعب الأمريكية في أولمبياد أتالانتا 1996 واتي حصدت خلالها الميدالية البرونزية، ومنذ ذلك الحين ارتبط المنتخب البرازيلي بأذهان الأمريكان.
وافتقدت الملاعب الأمريكية لذلك السحر من وقتها، حيث استضافت الولايات المتحدة النسخة المئوية من كوبا أمريكا عام 2016، وكانت الكارثة بتوديع البرازيل البطولة من دور المجموعات في مفاجأة لم يتوقعها أكثر المتشائمين.
وتجدد الأمل في نسخة هذا العام، ولكن من جديد سيطر الإحباط على المشهد بالاكتفاء بانتصار واحد مقابل 3 تعادلات وتوديع مبكر آخر للبطولة.
معاناة مستمرة
تتجسد معاناة الكرة البرازيلية أيضًا في التصفيات المؤهلة لمونديال 2026، حيث تحتل المركز السادس في التصفيات برصيد 7 نقاط من 6 مباريات، وهو آخر المراكز المباشرة المؤهلة لكأس العالم وبفارق نقطتين فقط عن تشيلي صاحبة المركز الثامن غير المؤهل للبطولة.
وشاركت البرازيل في كل نسخ كأس العالم، ومع ذلك تجد نفسها في وضع حرج مع معاناة نادرة في التصفيات، فهل تستعيد البريق المفقود وتكون البداية من التصفيات المونديالية أم تتواصل المعاناة البرازيلية لتصل إلى مرحلة غير مسبوقة؟