رياضة

برشلونة يحمي كوبارسي على طريقة أسطورة تشيلسي

أردني – باتت إصابات الملاعب مشهدا معتادا على الجماهير، خصوصا لمتابعي كرة القدم، الأمر الذي دفع الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” إلى التحرك لحماية اللاعبين بعد الأحداث التي شهدها كأم العالم 2014 في البرازيل.

الارتجاج في المخ الذي عانى منه الأوروجواياني ألفارو بيريرا نجم بورتو وإنتر السابق، هو بالتأكيد حادث راسخ في الأذهان، والذي دفع وسائل الإعلام لنتقاد الاتحاد في مسألة حماية اللاعبين.

ووصف بيريرا الضربة القوية التي تلقاها في رأسه عقب اصطدامه بركبة رحيم سترلينج، لاعب آرسنال حاليا، في المباراة التي جمعت أوروجواي وإنجلترا في مونديال 2014 على ملعب ساو باولو: “شعرت وكأن الأنوار قد انطفأت، وكأنني لاعب ملاكمة وتلقيت الضربة القاضية”.

ورغم ذلك عاد ألفارو بيريرا إلى الملعب لاستكمال المباراة، ولكن أدى هذا الحادث إلى مطالبة الاتحاد الدولي للاعبي كرة القدم المحترفين “فيفبرو”، بجهة خارج الاتحاد الدولي لكرة القدم، لاتخاذ تدابير وقائية جديدة بهدف حماية اللاعبين.

فيفا يتحرك

وافق مجلس الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”، على إجراء تبديلات إضافية دائمة في حالات الإصابة بارتجاج في المخ، مع تركه بشكل اختياري لمنظمي المسابقات بشكل فردي لتنفيذه.

وأوضح مجلس “فيفا”، بحسب بيان صادر عن الاتحاد الدولي، أن اللجنة المعنية بسن قوانين كرة القدم عملت على تحسينات على قوانين الرياضة مع دخول قانون إجراء تبديلات إضافية دائمة في حالات الارتجاج حيز التنفيذ.

حلول سريعة

لا شك أن القرار النهائي لمشاركة لاعب تعرض لضربة في الرأس يعود إلى الجهاز الطبي للفريق، بعد إخضاع اللاعب المصاب لعدة فحوصات ترصد المؤشرات الحيوية لديه، بداية من النزيف أو الدوخة وصولا إلى غياب الوعي المؤقت.

وبعد مرور اللاعب المصاب بتلك المرحلة، وتأكيد جاهزيته لخوض المباريات، سواء كاملة أو جزء منها، يحاول الجهاز الطبي تأمين الرأس من خلال دعائم حماية، وهي نوعان.

النوع الأول عبارة عن خوذة لتغطبة الرأس بالكامل إذا كانت الإصابة في عظام الرأس، أما النوع الثاني فهو عبارة عن قناع لحماية الوجه، وغالبا ما تكون الإصابات في تلك الحالة كسر في الأنف.

فهذه الأقنعة المصنوعة من مواد مثل “البولي كربونات” تحمي الرياضيين الذين تعرضوا لإصابات في الوجه، ما يضمن قدرتهم على اللعب من دون المخاطرة بمزيد من الضرر.

خوذة بيتر تشيك

من أشهر إصابات الرأس، كان بطلها الحارس التشيكي العملاق بيتر تشيك، الذي دافع عن عرين تشيلسي خلال الفترة (2004-2015)، عندما أصيب بشرخ في الجمجمة بعد تدخل قوي مع الأيرلندي ستيفن هانت جناح ريدينج الإنجليزي، يوم 14 أكتوبر/تشرين الأول 2006 (قبل 18 عاما).

وغاب تشيك بعدها عن الملاعب لمدة 3 أشهر، كما نصح العديد من الأطباء الحارس التشيكي بالقيام بعملية جراحية بسيطة في المخ من أجل الحفاظ على التوازن والخلايا بشكل أفضل منعا لأي انتكاسة مستقبلاً.

وكون تشيلسي فريقا طبيا يجمع أهم أطباء إنجلترا في جراحة المخ والأعصاب، وتم وضع لوحات معدنية صغيرة بدلاً من الأجزاء المهشمة في جدار الجمجمة لحماية الأعصاب والخلايا، ومن دون أي تأثيرات أو مضاعفات على الحارس، والتي تجعله يستطيع مزاولة الرياضة دون أي مشاكل صحية.

ولكن لزيادة الأمان نصح الأطباء بأن يقوم الحارس بارتداء خوذة طبية كنوع من الوقاية لرأس وجمجمة تشيك من أي اصطدام قد تعرض له، خصوصا أن مركزه كحارس مرمى يجعله عُرضة لأي اصطدام مع المهاجمين في الكرات الهوائية المشتركة، وهو ما دفعه لارتداء تلك الخوذة لمدة 9 سنوات.

قناع المونديال واليورو

ظهر جفارديول مدافع منتخب كرواتيا في نهائيات كأس العالم قطر 2022، مرتديا القناع بسبب الإصابة التي تعرض لها أثناء اللعب مع لايبزيج الألماني قبل انطلاق المونديال، حين اصطدم مع زميله وكسر أنفه.

وبعد عدة مناقشات بين الطاقم الطبي لمنتخب كرواتيا ونظيره في فريق لايبزج،، تقرر أنه حتى يستطيع اللعب بكأس العالم يجب عليه ارتداء القناع الواقي، وهو ما تم بالفعل، ولم يؤثر ذلك على أداء اللاعب الموهوب.

وفي يورو 2024، تعرّض كيليان مبابي مهاجم منتخب فرنسا، لكسر في الأنفه خلال التحام في المباراة الافتتاحية أمام النمسا، ما أجبره على عدم المشاركة في المباراة التالية ضد هولندا، لكنه عاد مرتديا القناع في الجولة الثالثة ضد بولندا، وسجّل هدفا.

كوبارسي يرفض الاستسلام

تعرض مدافع برشلونة الشاب باو كوبارسي، للإصابة قوية على مستوى الوجه أمام النجم الأحمر الصربي في دوري أبطال أوروبا، دفعت الجهاز الطبي إلى تثبيت عضلات الوجه بـ10 غرز، نتيجة الاحتكاك الشديد مع حذاء لاعب الفريق الصربي.

وأوضحت صحيفة “موندو ديبورتيفو” الكتالونية أن كوبارسي طلب من الجهاز الطبي والفني للبارسا أن يلعب المباراة المقبلة أمام ريال سوسييداد، ضمن منافسات الجولة 13 من الدوري الإسباني.

ووفر البرلوجانا قناعا لكوبارسي يلعب به تلك المباراة، بعد أن زار أحد عيادة متخصصة في برشلونة لمعرفة ما إذا كان مسموحًا بتلك الخطوة مع أقل قدر من المخاطر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى