رياضة

بنزيما فجرها وفينسيوس أشعلها.. هل يتساوى دعم الأندية السعودية؟

أردني – تشهد الفترة الحالية حالة من الجدل المثار بسبب تراجع أسهم أندية دوري روشن في بورصة التعاقد مع نجوم الكرة العالمية بشكل ملحوظ، مقارنة بالميركاتو الصيفي الماضي.

وشهدت فترة الانتقالات الصيفية الماضية 2023، نجاح صندوق الاستثمار السعودي في جلب العديد من النجوم الكبار في عالم الساحرة المستديرة، بعدما أنفق مبالغ ضخمة جذبت أنظار الجميع.

وفتح البرتغالي كريستيانو رونالدو الباب لانضمام نجوم الكرة العالمية لدوري روشن، بعدما وافق على التعاقد مع النصر في يناير/كانون الثاني الماضي، وذلك عقب فسخ عقده مع مانشستر يونايتد.

ولحق بالدون العديد من الأسماء اللامعة، أمثال البرازيلي نيمار دا سيلفا والفرنسيين نجولو كانتي وكريم بنزيما، بجانب الجزائري رياض محرز والسنغالي ساديو ماني، قبل أن يتم التراجع عن بعض الصفقات المدوية بالميركاتو الجاري.

تفوق ورحيل صادم

عبرت جماهير الأندية الكبرى عن غضبها الشديد من برنامج الدعم، بداية من الموسم الماضي بسبب تفوق صفقات الهلال بشكل واضح على الجميع.

الهلال توج بالثلاثية المحلية متفوقا على جميع الأندية وخاصة النصر، في الوقت الذي عانى فيه الاتحاد بشدة بسبب عدم تحقيق أي لقب، بجانب الخسارة من “الزعيم” 7 مرات.

وتسبب ذلك، في خروج جماهير النصر والاتحاد، بانتقادات حادة إلى لجنة الاستقطابات التابعة لصندوق الاستثمار بسبب صفقات الهلال وتفوقها الواضح على الجميع.

وسار أنمار الحائلي، رئيس الاتحاد السابق على النهج ذاته، وتحديدا بعد الخروج من نصف نهائي كأس الملك أمام الهلال، حيث قال آنذاك: “تحملت الكثير ولن أصمت، فالجماهير تهاجمني رغم أن الصندوق هو المتحكم في الصفقات”.

وأكمل: “لماذا لا يتم إصدار أي بيان حول دعم الأندية؟ لأن الإعلامي محمد الشيخ يقول إن الدعم مُتساوٍ، لكني لا أعرف شيئا عن هذا الأمر وممنوع الحديث عن ذلك حاليا”.

وواصل ثورته: “الدعم على الكيف والهوى والاتحاد لم يحصل على دعم مثل الأندية الأخرى”.

وتسبب الحديث عن هذا الملف الحساس في رحيل أنمار الحائلي عن منصبه، رغم النجاح الكبير الذي حققه بحصد ثنائية الدوري والسوبر 2022-2023.

تناقضات مستمرة

استمرت الانتقادات في مطاردة لجنة الاستقطابات، والتشكيك في المساواة بين دعم الأندية، وهو ما تسبب في خروج تصريحات متناقضة حول هذا الأمر خلال الأشهر الماضية.

سعد اللذيذ الرئيس التنفيذي المكلف لرابطة دوري المحترفين السعودي، ورئيس برنامج استقطاب اللاعبين، أكد في وقتٍ سابق أن الدعم متساوٍ بين أندية القمة، نافيا ما يتردد حول تفضيل طرف عن الآخر.

وأشار اللذيذ إلى أن “البرنامج جلب 5 لاعبين لأندية الهلال والنصر والاتحاد و6 لصالح الأهلي”، قبل أن يُناقض نفسه في تصريحات أخرى، بقوله: “الدعم ليس متساوٍ بسبب تسديد بعض الديون بدلا من الأندية عوضا عن الدعم”، وذلك للرد على الاتهامات الموجهة للجنة الاستقطابات.

وتعرض بعدها لانتقادات جماهيرية حادة، بجانب محمد نور أسطورة “العميد” الذي يرى أن الهلال حصل على دعم أكبر كغيره من الأندية وهو السبب في تفوقه خلال الموسم الماضي.

وبعدها خرج وزير الرياضة بتصريح صادم، كان مخالف تماما لما تحدث عنه اللذيذ، بقوله: “الاتحاد تعاقد مع 5 أجانب، اثنين منهم من حساب وميزانية النادي”، وبالتالي، فإن النادي حصل على دعم صندوق الاستثمار في 3 لاعبين فقط.

تراجع مفاجئ

كانت تشير جميع التوقعات إلى استمرار صندوق الاستثمار في جلب الصفقات العالمية، إلا أن الميركاتو الجاري كان صادما للجميع، وخاصة بعد التراجع عن دعم الهلال والنصر.

ويدفعنا موقف صندوق الاستثمار من التراجع عن دعم الهلال والنصر، إلى تصريحات اللذيذ التي أشار فيها إلى أن هناك أندية تعاني من أزمة الديون ويتم التعامل مع الأمر عوضا عن الصفقات الجديدة.

وبالتالي، فإن ثنائي الرياض قد يعاني من الديون المتراكمة، في الوقت الذي يمتلك فيه مجموعة من النجوم الذين يحصلون على رواتب مرتفعة، مما يشير إلى صعوبة جلب صفقات كبرى خلال الميركاتو الجاري.

وما يؤكد عدم حصول النصر والهلال على أي دعم، هو ارتباطهما بالعديد من صفقات العالمية أمثال البلجيكي كيفين دي بروين والبرازيلي إيدرسون مورايس، ثنائي مانشستر سيتي بجانب رافينيا، جناح برشلونة، ولكنهما فشلا في ضم أي نجم عالمي.

كذلك، تكفل النصر بصفقتين خلال صيف 2024، بالتعاقد مع الحارس البرازيلي بينتو والظهير المحلي سالم النجدي من الفتح، بدون أي دعم.

بنزيما وفينيسيوس يشعلان الأحداث

تسبب بنزيما في عودة الجدل مرة أخرى حول دعم الأندية، بعد التقارير التي أكدت أن اللاعب طلب العديد من الصفقات خلال الميركاتو الصيفي الجاري، وهو ما تم تنفيذه.

وتعاقد الاتحاد مع المدرب الفرنسي لوران بلان وموسى ديابي من أستون فيلا، مقابل 60 مليون يورو، والجزائري حسام عوار من روما بـ12 مليون يورو.

فضلا عن الحارس الصربي بريدراج رايكوفيتش من ريال مايوركا، مقابل 8 ملايين يورو، وهو ما أثار حالة من الجدل بسبب ضعف الميزانية المالية الخاصة بالاتحاد، مما يشير إلى دعم صندوق الاستثمار.

وبالفعل، أكد لؤي مشعبي رئيس الاتحاد، أن “الصفقات الصيفية جاءت بدعم من صندوق الاستثمار”، مما تسبب في حالة غليان بسبب عدم تعاقد النصر والأهلي والهلال مع أي صفقة كبرى.

لكن في الوقت الذي لم يُبرم فيه الأهلي أي صفقة، خرجت تقارير صحفية تشير إلى أن “الراقي” يتطلع لضم البرازيلي فينيسيوس جونيور، جناح ريال مدريد، مقابل 400 مليون يورو.

هذا وبالإضافة لحصول اللاعب على أكثر من مليار يورو ما بين راتب وحوافز، على مدار 5 سنوات، مما يؤكد عزم صندوق الاستثمار على دعم الراقي.

وبالنظر إلى الملف كاملا، فيما يتعلق بصفقات الاتحاد والتراجع عن دعم النصر والهلال، مع العرض الخرافي لضم فينيسيوس، فهل يتساوى الدعم بين الأندية الكبرى؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى