عربي ودولي

بوريل: تصرفات إسرائيل في غزة تعطي انطباعا بأن أهدافها “تتجاوز مجرد تدمير حماس”

أردني – قال الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، إن حمام الدم الذي حدث في غزة يوم 29 شباط عند دوار النابلسي “هو نتيجة مباشرة للحد من المساعدات الإنسانية للسكان الذين يعانون من الجوع”.

وأضاف في بيان وصل “المملكة”، أنه “على الرغم من رفض حكومة بنيامين نتنياهو، فإن المجتمع الدولي متحد بشأن مسألة حل الدولتين وسيتعين عليه التقدم بسرعة في تنفيذه”.

وأوضح بوريل “في 29 شباط، اندفع آلاف الفلسطينيين نحو قافلة تحمل المساعدات إلى أنقاض شمال غزة. كانوا يأملون في الحصول أخيرًا على بعض الطعام بعد أيام من المجاعة”.

وبلغت حصيلة مجزرة شارع الرشيد 112 شهيدا على الأقل و760 إصابة، وفق السلطات الصحية في القطاع، في استهداف وحشي لقوات الاحتلال الإسرائيلي لتجمعٍ لفلسطينيين كانوا ينتظرون الحصول على مساعدات إنسانية على دوار النابلسي.

“بدلاً من ذلك، جرى إضافة أكثر من 100 منهم إلى حصيلة القتلى المدمرة بالفعل والتي بلغت 30 ألف فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال، الذين قُتلوا في القطاع، وأصيب 700 آخرون”، وفق بوريل، الذي أكد على أن هذه الحادثة هي فصل جديد في قائمة طويلة من الفظائع على مدى الأشهر الخمسة الماضية، التي صدمت العالم.

وأكد على أن هذا الحدث المأساوي يوضح مدى اليأس الذي وصل إليه الوضع في غزة بعد خمسة أشهر من الحرب والحصار.

وشدد بوريل على أنه من الواضح أن القوات الإسرائيلية تفشل في حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية، وأن المساعدات الإنسانية التي تتدفق إلى غزة غير كافية على الإطلاق.

وأضاف في البيان “في مختلف أنحاء غزة، تعرضت البنية التحتية المدنية للدمار. وجرى تهجير جميع السكان الفلسطينيين تقريباً، فيما يعيش 1.7 مليون شخص في ملاجئ أونروا، وكالة الأمم المتحدة المسؤولة عن مساعدة اللاجئين الفلسطينيين”.

وأكد على أن النظام المدني ينهار في غزة وتنتشر الفوضى، مشددا على أن هذا الوضع غير مقبول.

وأستند إلى تقرير صحي صدر مؤخراً عن جامعة جونز هوبكنز وجامعة لندن يتوقع “أنه ما لم يكن هناك وقف لإطلاق النار وزيادة هائلة في المساعدات في وقت قريب جداً، فإن أكثر من 60 ألف مدني إضافي سيموتون”.

وشدد على أن الحكم الذي أصدرته محكمة العدل الدولية في كانون الثاني/يناير الماضي ملزم قانونا، ويتعين على إسرائيل أن تلتزم به أخيرا.

وبدأ الأردن وبعض الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة بإسقاط المواد الغذائية جواً على غزة، وفق بوريل، الذي أشار إلى أن عمليات الإسقاط الجوي “أفضل من لا شيء”، لتوفير الكمية المطلوبة بشكل عاجل من الغذاء لمليوني شخص يعيشون في غزة”.

ودعا إسرائيل إلى السماح بدخول مساعدات ضخمة إلى غزة عن طريق البر، في ظل وجود مطارات تبعد 90 دقيقة فقط برا من غزة، ويمكن للطائرات التي تحمل المساعدات الإنسانية أن تهبط فيها.

وطالب السلطات الإسرائيلية إلى ضرورة إزالة العوائق التي تحول دون نقل المساعدات الإنسانية عند معبر كرم أبو سالم بشكل عاجل، وإلى فتح معبري كرم أبو سالم وبيت حانون في شمال غزة أمام المساعدات الإنسانية.

“بعد خمسة أشهر من الحرب المدمرة، فإن تصرفات الحكومة الإسرائيلية في غزة تعطي الانطباع بأن أهدافها تتجاوز مجرد تدمير حماس”، وفق المسؤول الأوروبي، الذي أوضح أنه جرى تدمير كل ما يسمح للمجتمع البشري بالعمل تقريبًا؛ السجل المدني، وسجل الملكية، والبنية التحتية الثقافية والصحية، ومعظم المدارس التي بنتها أونروا.

وعن الأحداث في الضفة الغربية المحتلة بما فيها القدس، قال إن موجة من عمليات الهدم وبناء المستوطنات والقيود المفروضة على الحركة والوصول، فضلاً عن عنف المستوطنين منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر، “تجعل حياة الفلسطينيين في الأراضي المحتلة صعبة للغاية، إن لم تكن شبه مستحيلة”.

وأشار إلى الاتحاد الأوروبي منذ عدة أشهر، يدعو إسرائيل إلى مواجهة عنف المستوطنين بجدية، والإفراج عن الإيرادات التي تشتد الحاجة إليها والتي تحتجزها السلطة الفلسطينية، والامتناع عن الأعمال التي قد تؤدي إلى تفاقم الوضع المتفجر بالفعل.

وأكد على أن “هناك طريقة واحدة قابلة للحياة ومستدامة لتحقيق السلام؛ دولة فلسطينية ذات سيادة وآمنة وسلمية، إلى جانب دولة إسرائيل ذات سيادة وآمنة وسلمية”، موضحا أنها الضمانة الوحيدة لإعمال حقوق الشعبين وحمايتها.

وقال بوريل إنه “سيتعين على المجتمع الدولي أيضاً أن يتحول من معالجة الأعراض إلى معالجة السبب الجذري للتصعيد الحالي وحل ما أسماه “الصراع الإسرائيلي الفلسطيني نفسه”.

المملكة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى