غارات إسرائيلية على شرقي لبنان بعد استهداف حزب الله قواعد عسكرية إسرائيلية
أردني – شنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي ليل الأربعاء-الخميس سلسلة غارات جوية استهدفت نقاطاً عدة شرقي لبنان، بينها معسكر تابع لحزب الله، وفق ما أفاد مصدر مقرّب من الحزب، في تصعيد أعقب هجمات شنّها الحزب على قواعد عسكرية إسرائيلية.
وقال المصدر المقرب من الحزب لوكالة فرانس برس إنّ “خمس غارات إسرائيلية على الأقل استهدفت نقاطاً عدة في محيط بلدة بريتال قرب بعلبك، طالت إحداها معسكراً للحزب”.
وأضاف أنّ وتيرة هذه الغارات “هي الأعنف” منذ بدء التصعيد بين حزب الله وإسرائيل.
ومنذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر، يتبادل حزب الله وإسرائيل القصف عبر الحدود بشكل شبه يومي. ويعلن الحزب في الأيام الأخيرة عن أسلحة يستخدمها للمرة الأولى منذ بدء التصعيد عبر الحدود.
وتعود آخر ضربة إسرائيلية على شرق البلاد إلى 25 نيسان/أبريل، حين قصفت إسرائيل مبنى تابعاً لحزب الله في البقاع.
وتأتي هذه الضربات الاسرائيلية بعدما أعلن حزب الله الأربعاء استهدافه ثلاث قواعد عسكرية إسرائيلية إحداها قرب طبريا “ردّاً” على “اغتيالات” نفّذتها إسرائيل، في إشارة خصوصا إلى ضربة جوية قال الإسرائيليون إنها أدت إلى استشهاد قائد ميداني بارز في الحزب.
وفي بيانين منفصلين، قال حزب الله إنه استهدف مقر قيادة في ثكنة برانيت “بصواريخ بركان الثقيلة”، ومقر وحدة المراقبة الجوية في قاعدة ميرون “بعشرات صواريخ الكاتيوشا والصواريخ الثقيلة وقذائف المدفعية”، وذلك في “إطار الرد على الاغتيال الذي نفذه العدو الإسرائيلي في الجنوب”.
وفي وقت لاحق مساء الأربعاء، تبنى حزب الله هجوما “بعدد من الطائرات المسيّرة الانقضاضية” على قاعدة عسكرية إسرائيلية غرب مدينة طبريا، البعيدة عن الحدود مع لبنان.
وقال حزب الله في بيان إنه “ردا على الاغتيالات” التي قامت بها إسرائيل، شنّ مقاتلوه “هجوما جويا بعدد من الطائرات المسيّرة الانقضاضية على قاعدة ايلانية غرب مدينة طبريا”، مضيفاً أن الهجوم استهدف “جزءا من منظومة المراقبة والكشف الشاملة لسلاح الجو”.
يأتي ذلك بعدما استهدفت مسيّرة إسرائيلية ليل الثلاثاء سيارة في مدينة صور جنوبي لبنان، وأدت الضربة وفق الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية في لبنان إلى استشهاد شخصين لم تحدد هويتهما.
ونعى حزب الله في بيان حسين إبراهيم مكّي (55 عاما)، مشيرا إلى أنه “ارتقى شهيدا على طريق القدس”، وهي عبارة يستخدمها لوصف عناصره الذين يقتلون بنيران إسرائيل منذ بدء الحرب في غزة.
وقال مصدر مقرب من الحزب لفرانس برس الثلاثاء إن مكّي كان “قائدا ميدانيا للحزب”، في وقت نفى مصدر آخر أن تكون الضربة أسفرت عن استشهاد شخصين، مشيرا إلى إصابة الشخص الثاني بجروح.
ولم يحدّد حزب الله الدور الذي كان يؤدّيه مكّي في صفوفه ولا مهامه.
وصباح الأربعاء، أكد جيش الاحتلال الإسرائيلي تنفيذه الضربة التي أدت الى “تحييد” مكي، واصفا إياه بـ”قائد ميداني بارز في منظمة حزب الله الإرهابية على جبهة الجنوب وكان مسؤولا عن التخطيط للعديد من الهجمات وتنفيذها” منذ بدء الحرب.
وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي إن مكّي شغل سابقا مهام “قائد قوات حزب الله في المنطقة الساحلية” وكان مسؤولا عن هجمات عدة ضد إسرائيل.
وكان حزب الله أعلن الثلاثاء استهداف مواقع إسرائيلية عدة بينها قاعدة تم إطلاق منطاد تجسس منها، مما أدى إلى سقوطه جنوبي لبنان.
ومنذ الثامن من تشرين الأول/أكتوبر، يعلن الحزب استهداف مواقع وأجهزة تجسس وتجمعات عسكرية إسرائيلية دعما لغزة و”إسنادا لمقاومتها”. ويردّ جيش الاحتلال الإسرائيلي بقصف جوي ومدفعي يقول إنه يستهدف “بنى تحتية” للحزب وتحركات لمقاتلين قرب الحدود وقياديين ميدانيين.
وأسفر التصعيد عن استشهاد 412 شخصا على الأقلّ في لبنان، بينهم 265 مقاتلا على الأقل من حزب الله و79 مدنيا، وفق حصيلة أعدّتها فرانس برس استنادا إلى بيانات الحزب ومصادر رسمية لبنانية.
وأعلن الجانب الإسرائيلي من جهته عن مقتل 14 عسكريا وعشرة مدنيين.
ودفع التصعيد عشرات آلاف السكان على جانبي الحدود إلى النزوح.