مقالات

مركز السلم المجتمعي مثالاً يحتذى به في حماية المجتمع

رائد أبو عبيد

ان محاربة الفكر المتطرف والكراهية تعد أمراً حيوياً في مجتمعاتنا اليوم، حيث تؤثر تلك الظواهر بشكل سلبي على السلم والاستقرار لذا كان لا بد لجهاز الامن العام العين الساهرة على الوطن والمواطن بأن ينتج مركزاً فاعلاً ومثالاً يحتذى به، وهو مركز السلم المجتمعي، هذا المركز الذي عبرت عنه مديرية الامن العام ووصفته بالوحدة المركزية التي توحد الجهود الموجهة لمكافحة الفكر المتطرف وتكرس مفهوم المؤسسية في التوعية والوقاية والعلاج من أخطار هذا الفكر ويركز على التشاركية وفتح قنوات الإتصال والتواصل مع المجتمع المحلي في بناء فكر سليم على المستوى الوطني، فكان لا بد من إنشاء مركز متخصص لهذا الغرض خطوة ضرورية لتعزيز الوعي والتسامح وبناء جسور التواصل بين أفراد المجتمع.
وجاء هذا المركز ليضع نفسه في مكان فاعل لتوجيه الجهود نحو فهم أعمق للعوامل التي تؤدي إلى انتشار الفكر المتطرف والكراهية، وذلك من خلال تنظيم ورش عمل ومحاضرات وندوات تثقيفية، يقوم عليها اصحاب الخبرة والخبراء المختصين والمتمكنين من العلم والمعرفة في مجالات النفسية والاجتماعية والدينية، الذين يعملون على تقديم الدعم النفسي والاجتماعي والفكري للأفراد المتأثرين بالفكر المتطرف والكراهية، بغية إعادة توجيه تفكيرهم وتوجيههم نحو السلم والتسامح، وللعمل على تنوير عقول الشباب وكافة شرائح المجتمع وذلك بالتعاون مع مؤسسات تعليمية ودينية ومنظمات مجتمعية لتحقيق أقصى استفادة وتوسيع دائرة تأثيره.
وقد لقد انتصرت القوات الامنية الاردنية عسكرياً على اصحاب الفكر الظلامي من اتباع داعش والقاعدة ومن لف لفهم من مجرمين وحاقدين خلال جولات كثيرة داخلية كانت او خارجية،وبالرغم من كل الدماء الطيبة التي سالت لتروي تراب الاردن، فقد انتصرنا بتضحياتهم ودماء شهدائنا الابرار الذين رووا بلدنا العزيز بدمائهم الزكية العطرة.
فكان واجب انجاز مركز فكري لمواجهة هذه الافكار تزامنا مع ضربهم عسكريا ووامنيا لنحارب هذا الفكر ونمنع انتشاره بين شباب الوطن، فهذا الإرهاب الأعمى الذي يدمي ضمير كل عربي ومسلم وإنسان مهما كان دينه وجنسه ووطنه لا يمثل الإسلام ولا قيمه ولا الفضائل الإنسانية بأي نمط أو سلوك بل لا يزال يشوه بإمعان أقدس الرسالات السماوية وشعائرها وقيمها ورموزها والحضارة الإنسانية، عبر فكر معتوه ومأزوم يتلاعب به أصحاب الأهواء وجهلة الجماعات الإرهابية وشذاذها، كما يستهدف كل مقومات الحضارة الإنسانية ومقدرات الشعوب.
ومن المفروض علينا اليوم ان ندعم ونقف وقفة حاسمة وداعمة بقوة مع نشاطات مركز السلم المجتمعي في نشاطاته الأمنية لمكافحة الجريمة المنظمة والكراهية ونبذ الارهاب والافكار المتطرفة والمجرمين وبنفس الوقت المطلوب تشكيل لجان ثقافية ودينية مخلصة وطنية لغرض بث الوعي الفكري بين الجماهير من الناس البسطاء وعدم السماح للفكر المتخلف للتغلغل وأختراق الجهلة.
اننا اليوم في الاردن نملك من الثقة الكثير بأن النظام السياسي الاردني بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين والاجهزة الامنية قادرون على لجم عصابات القتل والاجرام والارهاب، وتضميد الجراح، وتجاوز الأزمة والانتقال بالاردن الى مرحلة أفضل وارقى، وذلك بالتصدي لقوى الشر والارهاب التكفيري المتطرف، ومواجهة القائم المعتم والقادم الاخطر.

وإن تأسيس مركز لمحاربة الفكر المتطرف والكراهية يعتبر استثماراً هاماً في مستقبل مجتمعنا، وسيسهم بشكل كبير في بناء جيل واعي يمتلك القدرة على التعايش السلمي والتقبل المتبادل. لذا، دعونا نتحد جميعاً لدعم إنشاء هذا المركز والعمل سوياً من أجل تحقيق التغيير الإيجابي في مجتمعنا.

وختاماً: اذا اردنا ان ننهي المعركة ضد الارهاب والكراهية ونبذ العنف ونهزمهم الى حيث لا رجعة يجب ان ننتصر على مصالحنا اولاً ونضع الوطن فوق كل اعتبار وننسى الخلافات وكل ما يعرقل تقدمنا وان لا نخضع لاي صوت سوى صوت الوطن والشعب.
حمى الله الأردن قيادة وشعباً وأرضاً

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى