مقالات

معاناة قيادة السيارات

المهندس عبدالفتاح الدرادكة

ربما كان العام 1999 هو العام الذي بدأت اعداد السيارات تتزايد فيه بشكل كبير عندما صدر قرار حكومي بتخفيض الرسوم الجمركية على السيارات، ومنذ ذلك التاريخ كان هناك تسارع في زيادة عدد السيارات سببه الرئيسي بالاظافة الى انخفاض الرسوم الجمركية عدم وجود وسائل نقل عامة كالقطارات والباصات المنتظمة المسير والتحرك واللائقة للجلوس وخالية من زعرنة سائقي وعمال تذاكر الحافلات الصغيرة (باصات الكوستر) ولا اجافي الحقيقة اذا قلت ان قيادة السيارات قبل ذلك التاريخ كانت انظم بكثير من الان ولعل السبب يعود الى ان ذوق واخلاق وقيم المجتمع في ذلك الوقت وكذلك فإن معظم مدربي قيادة السيارات كانوا من المتقاعدين العسكريين الذين كان الانضباط في تعليمات قيادة السيارات اهم ما يميزهم ولهذا السبب وعلى الرغم من ان معظم الشوارع لم تكون بسعاتها الحالية وباتجاهين وبدون جزر وسطية فإن عدد الحوادث كان اقل بكثير وكذلك فإن المعاناة في قيادة السيارات للملتزمين بقواعد واولويات المرور كانت اقل بكثير من الوقت الحاضر لان الانضباط كان ثقافة بعكس الوقت الحالي الذي يتمادى الكثيرون في همجيتهم في قيادة السيارات وقد يعود سبب الهمجية وعدم الالتزام الى سياسة مكاتب تدريب السواقين التي تكون مهماتهم واولوياتهم حصول المتدرب على الرخصة وليس التدرب الصحيح وزرع ثقافة الالتزام بتعليمات وقواعد المرور.

من حسن حظي شخصيا انني متقاعد ولا اذهب الى الوظيفة صباحا لاعاني من مرارة قيادة السيارة في ذروة الازمات الصباحية والمسائية والا لربما اصابتني جلطات متعددة لربما احداها اودى بحياتي من هول ما ارى من تداخلات في السير ، فهذا يتجاوزك على منعطف او مع وجود سيارة في الاتجاه المقابل في شارع ضيق وممنوع فيه التجاوز وذالك باص الكوستر او التاكسي يكسر عليك فجأة لانزال وتحميل راكب ولا اكون مبالغا انهم اي باص الكوستر والتاكسي يريدونك ان تصطدم بهم لتدفع لهم مبالغ بدل اضرار على اعتبار انهم اذكياء لدرجة تحميلك مسؤولية الحادث وبالتالي اما ان تدفع لهم او الذهاب الى التأمين حيث ان لديهم طرقهم الخاصة في الحصول على مبالغ تعويضية عالية وفي كثير من الاحيان تحدث ازمة سير خانقة قد تؤدي الى تأخير ساعات نتيجة همجية سائق سيارة او اكثر في محاولة التجاوز الثنائي والثلاثي والرباعي في بعض الاحيان مما يوقف حركة السير لعدم وجود مسار للسيارات المقابلة للمرور وتتكرر هذه المشاكل نتيجة عدم وجود المسائلة والعقاب الرادع من ادارات السير وكثيرا ما يحصل ذلك على طريق الارسال في صويلح باتجاه السلط والغريب في الموضوع انك لا تجد اي مراقب سير على ذلك الطريق الذي تتكرر به الازمات الخانقة وذلك لتنظيم السير وتسجيل المخالفات على المتسببين لردعهم .

الامل معقود على ادار السير في تطبيق العقوبات المغلظة على مستحقيها وعدم التهاون ولو ادى ذلك الى سحب الرخص وايقاف وسجن الذين يسوقون بهمجية ولا يحترمون القانون .

المطلوب تطبيق القانون اذا كان هناك سجن او سحب رخص وغرامات عالية وعدم التساهل لان ثقافتنا الحالية ونتيجة للمحسوبيات تجعلنا ندافع عن المذنب والمخالف وكثيرا من الحوادث القاتلة انتهت بفنجان قهوة والباقي عندكم والله من وراء القصد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى